أول سيارة تطأ الفضاء ما بين حلم سياحة الفضاء والخوف من نسبة الخطأ

أبهرنا إلون ماسك المدير التنفيذي لشركة SpaceX في الأيام القليلة الماضية بإرساله أقوى صاروخ محمّل بأكبر حمولة للفضاء، والتي كانت سيارة من صناعة شركة Tesla التابعة له أيضًا. تلك الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لأول سيارة تطأ الفضاء تمثّل حقًا ثورة غير مسبوقة في المجال، كما تمثّل مستقبلًا حيًا يشهد العالم قدومه. لكن هل هذا سيجعل من سياحة الفضاء أمرًا متاحًا في المستقبل القريب؟ هل سنحظى يومًا ما بتجربة قيادة سيارة في مدار الأرض؟

إلى أي مدى ستذهب سيارة تسلا المعنية؟ وما مستقبلها؟

قام “فالكون 9″، الصاروخ المحمل بالسيارة، بدفعها نحو مدار المريخ، لكن بالطبع لن تستمر في هذا المدار. فبفعل جاذبية الشمس اتخدت السيارة مدارًا بيضاويًا ككويكب في حزام الكويكبات، أو أقرب له بقليل. وتبعًا لما أعلنته الشركة فقد اتخذت السيارة مدارها المستقرّ الآن. وستنطلق في رحلتها بدون توقف. كما أنهم لاحظوا انتظامها في دورانها حول محورها بمعدل دورة كل 3 دقائق.
كما أنهم بعد أن اطمأنوا لانتظام دورتها، أعدّوها للاستمرار في مسيرتها لمليون سنة. وحسب توقعات علماء الديناميكا المدارية، فالسيارة ستستمرّ في مدارها حول الشمس وستستمر في دورتها مرارًا وتكرارًا ما بين مدارات الأرض والمريخ والزهرة، ولن يوقفها قبل زمنٍ بعيد إلا اصطدامًا ضخمًا أو ما شابه. وفي نهاية الدرب، سينتهي بها المطاف إما بالاحتراق في الفضاء شيئًا فشيء بفعل احتكاك الغبار الكوني، أو أنها ستسقط أدراجها مرة أخرى ناحية الأرض، وحينها ستحترق أيضًا لحظة مرورها الغلاف الجوي للأرض.

مدار السيارة في مجموعتنا الشمسية، موضح باللون الأخضر.

وكما صرّح بعض الباحثين على موقع arXiv، فهناك احتماليات لاستمرار دورة السيارة للمزيد من ملايين السنين. كما أنّ هناك احتمالية لاصطدامها بالأرض بنسبة 6% في الوقت الحالي، حيث سيكون أول اقتراب لها للأرض مرة أخرى عام 2091، ولكن يصعب على العلماء في الوقت الحالي رسم خطوطٍ دقيقةٍ لمدارها. كما أضافوا أنّ هناك احتمالية أقلّ لاصطدامها بالزهرة بنسبة 2.5%، كما ذكروا أنّ هناك احتمالية كبيرة لتظل السيارة سليمة في الفضاء لما يزيد عن المليون سنة. وإن كان، فبعد ثلاثة ملايين سنة ستزداد احتمالية تصادمها بالأرض لنسبة 10%. وفي كل الأحوال، فقد أكّد إلون ماسك أنه لن يخاطر بأي نسبة كانت قد تضرّ بالبشرية وسلامتها، وبالنسبة لرجل لم يتفوه بحلم عابر حتى إلا إذا حققه، فيجب أن تصدّقه في أمرٍ كهذا.

هل يفتح لنا إلون ماسك بسيارته الرياضية طريقًا نحو المريخ؟

الإجابة هي نعم، فبالطبع إرسال سيارة للفضاء ليست مزحة أو تحديًا تحدّاه إياه أحد أصدقائه، لكنه بداية تمهيد لطريق إلى الكوكب الأحمر، فبالرغم من أن المدار الحالي للسيارة مختلف قليلًا عن المدار المتوقع لها في حزام الكويكبات والذي كان نظريًا هو أفضل موقع للرصد ورسم الطريق، إلا أنه لا يزال موقعًا مميزًا في مجموعتنا الشمسية يتيح لنا رسم العديد من الطرق نحو سطح المريخ. مَن يدري، لعلّك بعد عشرة أعوام ستأخذ أسرتك في إجازتك الصيفية لزيارة مستعمرات المريخ المأهولة والتجول في جيب الفضاء! حتى وإن كانت الاحتمالات في أعيننا ما زالت ضئيلة، فهناك من يبذلون كل ما لهم من جهد في تحقيق هذا الحلم.

 

إعلان

مصدر The random walk of cars and their collision probabilities with planets There’s a Small Chance Elon’s Car Will Collide With Earth in the Next Million Years
اترك تعليقا