إمكانيات وقدرات القرد تجعل صفاته في دائرة المقارنة مع العديد من صفات البشر

التنوع الأحيائي الهائل الموجود بالطبيعة هو أجمل ميزات الكوكب الأزرق، حيث أن الكائنات الحية التي تعمره تتميز بصفات متعددة ومختلفة من نوع لنوع، كما يختلف تعقيد وتشكل أجسام كل كائن إضافة إلى نمط العيش والعمر والعديد من الصفات … إلا أن من بين الميزات التي يريد البشر معرفة المزيد عنها، ميزة الذكاء فالحديث عن الذكاء عند الكائنات الحية غير الإنسان لا بد أنه جعلك تشكل صورة لأحدها والذي تعرف تميزه ببعض الذكاء الذي يجعله يستمر في البقاء . لكن في الأخير يبقى الإنسان هو الكائن الذي غير منظومة الكوكب بذكاءه وفطنته للأمور

لكن من الكائن الذي ينافس الإنسان في صفاته الاستثنائية ؟

من النظرة الأولى الى طبيعة عيشه وشكله وبعض من تصرفاته ، سنرشحه ليكون المنافس الأول، نعم إنه القرد، الكائن الذي سينصب حديثنا عنه وعن بعض الأمور التي قد تزيد من حدة هذه المنافسة العميقة والمهمة في مسار وتقدم البايولوجيا .
ولنكون أكثر دقة، سنختار الحيوان المصنف من أذكى القردة، إنه الشمبانزي chimpanzee  ينتمي لجنس القردة العليا ( فصيلة : Hominidae)، له جسم قوي نسبيا و طول ذراعيه يصل أحيانا إلى 270 سم ، لكن رجلاه قصيرتان، موطن هذا الكائن الذكي إفريقيا، ويعيش فوق الأشجار وذلك ببناء بيت مناسب في أعلاها، كما يعتمد على غذاء جد متنوع ومغري من أوراق شجر، وفواكه، بندق، وعسل، بيض، ولحاء شجر، عصافير، والثديات الصغيرة..

قوة ذاكرة القرد 

أجريت باليابان تجارب للذاكرة لمقارنة حدتها وشدتها عند كل من البشر والشمبانزي والتي كانت نتيجتها مغايرة عن المتوقع .
حيث كان يجب على المتنافسين تذكر الأرقام التي ظهرت في البداية وعُوضت بمربعات خالية، والمطلوب هو تحديد المربع الخالي الذي كان بمكانه الرقم الذي طُرح على المشارك .
وكان المشاركون من ثلات فئات ، طلاب بشر ، شمبانزي بعمر خمس سنوات ، وأمهاتهم.
والمفاجئة أن الشمبانزي الصغير أظهر التفوق على الإنسان وكانت هذه نتيجة غير متوقعة، كما أنه تميز بالإستجابة الأسرع في معرفة الإجابة أي الأسرع في تذكر الرقم .

يستعمل الشمبانزي أيضا تقنيات مناسبة للزمن والمكان اللذي وجب البحث فيهما عن الطعام ، حيث يقوم بانتقاء النوع الخاص لكل حالة, وكمثال ، يستعمل هذا الجنس من القردة العصي الطويل للحفر في تلال النمل الأبيض، ويستمر في ذلك إلى أن  يهيء الحفرة ليجعلها في شكل يمكنه من اخراج النمل من أوكاره، لكن هذا الإخراج يكون باستعمال عصي أقصر من الأول وهذا يدل على أنه يفكر في انتقاء الأداة ، إضافة لأمثله عديدة منها شحذ الرماح بالأسنان من أجل ثقب الأشجار …

ربما قد تصادف في زمن ما قردا يلعب معك حجر ورقة مقص

باحثون بجامعة كيوتو باليابان، قامو بتعليم الشمبانزي هذه اللعبة التي تعتمد على المنطق الدائري، حيث أن القاعدة تنص هنا على أن الورقة تهزم الحجر، والحجر يهزم المقص والمقص يهزم الورقة وهكذا تكتمل الدائرة

إعلان

بدأت التجربة بتلقين القرود تحديد الحركة اليدوية التي تهزم الأخرى ، يتم التركيز على زوج واحد في الأول ، ورقة / حجر ويقومون بالاختيار إلى أن يستوعبوا أن الورقة تهزم الحجر، بعدها يكتشف القردة الزوج الثاني حجر/ مقص ، مقص / ورقة، وأخيرا تأتي المرحلة الصعبة التي واجهتهم،  كانت استعمال الثلاث حركات في التجربة .

حيث دلت النتيجة أن الشمبانزي ضعيف في المنطق الدائري .
لكن تمكن أطفال الأربع سنوات من البشر استيعاب اللعبة بسرعة مقارنة بالشيمبانزي .
أجريت هذه التجربة على 5 أفراد من القردة، بمعدل 308 لعبة لكل واحد منهم حتى تمكنو من استيعاب اللعبة وفهمها جيدا بعد ذلك كانت نتائج الشيمبانزي المتعلم للعبة مشابهة للطفل الذي تعلمها أيضا.

القردة حساسون أيضا للعنف

تجربة فريدة من نوعها وضحت أن الإنسان ليس الوحيد الذي يفرق بين الفعل الجيد والفعل السيء
اعتمدت التجربة على جعل القردة يشاهدون مقاطع سمعية مرئية لمجموعات من القردة المشدودة من نفس الجنس ( شيمبانزي ) ، مجموعة منهم تتصرف بشكل عادي و تقوم بأعمال بسيطة من مشي في الحديقة وأكل … ومجموعة أخرى تضم أفرادا يتناقشون ويتضاربون فيما بينهم ، وتواجد حالات عديدة من قتل لأطفال القردة .
تحليل القردة التي تشاهد بيَّن أن القردة يمضون وقتا أطول أربع مرات أكثر في مشهد قتل الأطفال .
كما أضافت الباحثة كلوديا رودولف فون روهل Claudia Rudolf von Rohr أن القردة يمكنها أن تعرف من قام بانتهاك القوانين والأساسيات من مجموعتها أو مجموعات أخرى، لكنها تعبر عن مشاعرها فقط عندما يتم هذا الإنتهاك في مجموعتها الخاصة والتي تتواجد بها

تشير العديد من التجارب ونتائجها دائما إلى أن القرد يمتلك قدرات بعضها يشابه قدرات البشر نسبييا وإلى حد ما ، كما أكتشف في القرن العشرين أن جينوم ( الحمض النووي ) الشيمبانزي يشبه كثيرا جينوم الإنسان بنسبة تبدأ من 94% وقد تصل عند ظن بعض العلماء إلى 99% .
ختاما قد نتوقع الكثير جدا من إمكانيات القردة في التعلم والتفكير لأن التجارب السابقة كانت كافية أن توصلنا لاستنتاج أن القردة عندهم امكانيات كامنة وعديدة لم تظهر بعد ، فهل سيكون هناك أوجه تشابه أخرى مع الإنسان؟

في حالة أعجبك المقال، ربما ستعجبك مقالات أخرى، نرشح لك:

حقائق و تجارب تزيدنا إعجابا بالميتوكوندري

الميتوكوندري : مشروعك الطاقي و مصنعك الخاص

التكنولوجيا وآثرها على المُجتمع

إعلان

مصدر المصدر مصدر2 مصدر 3
فريق الإعداد

إعداد: عبدالرحمن وماسي

اترك تعليقا