توفيق الحكيم والحاكم الأصلح “مراجعة مسرحية براكسا”

عندما أمسكت بمسرحية براكسا وقررت أن أقرأها بدأت حينها بمعاتبة نفسي متسائلاً متى سأكف عن قرأة الروايات والمسرحيات؟ متى سأقرأ كتاب علمي أنتفع به وأفيد الأخرين؟! وأخيراً قررت أن أبداء القراءة وأنا أخبر نفسي بأنها ستكون المسرحية الأخيرة.

رحلت مع توفيق الحكيم في رحلة فلسفية ممزوجة بسرد كوميدي رائع، مكونة من 6 فصول، ولم تأخذ من الوقت سوى ساعتين ربما أكثر أو أقل قليلاً المهم أنها كانت رحلة رائعة، حين أنهيتها، تمنيت لو كان هناك المزيد من الصفحات لكي أقضي ما تبقى من اليوم معها.

دعونا نستعرض تفاصيل المسرحية

الفصل الأول محاولة وصول براكسا للحكم

يتحدث الحكيم عن مجموعة من النساء في القرن الرابع قبل الميلاد تريد أن تتولى زمام الحكم، بعد أن أفسد الوطن المسئولين من رجال الدولة واهتموا بشوئنهم الخاصة فيخرجون متخفيين في زي رجال ويرتدون لحى كاذبة حتى يستطيعوا حضور مجلس الرجال وعندما يذهبوا وتبدأ الجلسة تخرج بركسا لتقول

إعلان

فيتعجبون من الكلام ولكن عندما يجدوا البعض فرحين وموافقين يقررون الموافقة ويكلفون براكسا بإدارة أمور الدولة

«براكسا والحكم المدني»

يصور لنا الحكيم حكم براكسا بالحكم المدني الهش الضعيف فعقب توليها الحكم تبدأ المطالبات، فالمديونيين يطالبون برفع الديون أم أصحابب الديون فيطالبون بحفظ أموالهم ورجال الجيش يريدون مثل رجال المجلس زيادة رواتبهم، لقد كانت براكسا تسمح للناس جميعاً بقول وفعل ما يريدون.

لم يعجب فعل براكسا قائد الجيش “هيرونيموس” فكان يريدها أن تكون حازمة قوية في التعامل مع الشعب كما كان يريدها أن توافق على خوضه الحرب ضد أهل مدينة أخرى.

في هذه الحرية تتعدد الأحزاب والاراء المخالفة، ويخرجون للهتاف ضد براكسا مطالبين برحيلها وإسقاطها، فتطلب الاستعانة بقائد الجيش هيرونيموس والذي يضعها في حجرتها ويضع فيلسوفها أبقراط في السجن ليتولى هو زمام الحكم

«هيرونيموس والحكم العسكري»

يتولى هيرونيموس قيادة الحكم ويقرر الدخول في حرب مع اهل مقدونيا فيجمع الاغلال والنقود من الشعب ليزود بها الجيش من أجل الحرب، في هذه الفترة لا يجب لأحد أن يتحدث كما يجب أن نتقبل قطعة الخبز كطعام، فالدولة في حالة حرب، لقد قررر هيرونيموس أن يحارب أهل مقدونيا ويجب علينا أن نؤيد الحاكم جميعاً لدعمه ضد العدو.

ينظر هيرونيموس إلى كل فعل يحدث بدون علمه في ذلك الوقت بأنه مؤامرة ضد الوطن، فزيارة براكسا لإبقراط مؤامرة ويجب أن تعاقب وتحبس معه بالسجن.

تأتي الأخبار إلى هيرونيميس بهزيمة جيشه فيقرر أن يفرج عن براكسا وأبقراط وأن ينتحر قبل أن تخرج جموع الشعب لتثور ضده، فالشعب يهلل ويقبل بأي تغيير، ولكن أبقراط يرى أن الحكم الأنسب هو الحكم المشترك بينهم الثلاثة، فيتفقون على أن يتولى شخص بسيط “بليبروس” أمور الحكم حتى يستطيعوا أن يحكموا الدولة بدون علم الشعب.

«بلبروس الحاكم الأحمق»

عندما تولى بلبروس الحكم استغلته حاشيته فجعلونه يضع براكسا وأبذقراط وهيرونيمس في السجن، لقد استغلت حاشيته حماقته وجمعوا الكنوز ونهبوا خيرات الوطن، وكثرة السرقة بين الشعب، وأصبح الجميع هدفهم هو الوصول للثراء السريع.

وعندما ارادوا التخلص من ابقراط وهيرونيموس وبراكسا عقدوا محاكمة علنية استغلها أبقراط لإيقاظ الشعب وإظهار مساوئ الحكم وعندما وجد قبول من الشعب ختم حديثه قائلاً

فهل حقاً حكم الشعب هو الأنسب؟

في النهاية وجدت أن بعض الروايات والمسرحيات قد تفوق فائدتها الكثير من الكتب.

لينك المسرحية علي صفحة جود ريدز

في حالة أعجبك المقال، ربما ستعجبك مقالات أخرى ، نرشح لك:

قناعٌ مَفقود !

كنوت هامسون حياته وسياسته.. وروايته

 

قراءة في كتاب الفوضى

إعلان

اترك تعليقا