أقمار غاليليو

كان غاليليو غاليلي (1564-1642) بمثابة الشخصية المركزية للثورة العلمية في القرن السابع عشر، مع عمله في الفيزياء والفلك والمنهجية العلمية.

غاليليو، المولود في بيزا، إيطاليا، قام بالعديد من الاكتشافات العلمية. وقد أثبت أنّ جميع الأجسام الساقطة تسقط بنفس المُعدّل، بغض النظر عن الكتلة. وعلاوة على ذلك، طوّر ساعة البندول الأولى.

لقد جرّب غاليليو التليسكوبات وأدخل عليها بعض التعديلات (على الرغم من أنه لم يخترعها، كما هو معتاد في كثير من الأحيان). واستنادًا إلى بحثه عن التلسكوبات، دعم غاليليو نموذج كوبرنيكوس للنظام الشمسي، ونشر حججه في كتابه «حوار حول النظامين الرئيسين للكون»، خلال 1632. أجبرت الكنيسة الكاثوليكية الحاكمة غاليليو على التخلي عن هذه النظريات، وتم إبقاؤه قيد الإقامة الجبرية في المنزل. اعتُقِل لمدة تسع سنوات المتبقية من حياته. واليوم يعيش إرثه في سفينة الفضاء “غاليليو” التي استكشفت كوكب المشتري.

ولعله معروف أكثر باكتشافه لأربعة أقمار ضخمة من جملة 67 قمر للمشتري، تُعرف الآن باسم الأقمار الجاليلية (Galilean Moons ) وهم آيو، أوروبا، غانيميد وكاليستو، وهي أكبر أقمار المشتري. واكتشفها غاليليو في عام 1610،  وإليك نبذة مُختَصرة عن كلّ واحد منها.

إعلان

1-غانيميد – Ganymede

أقمار جاليليو

هو أكبر قمر في النظام الشمسي. أكبر من عطارد  وبلوتو، وأصغر قليلاً من المريخ، فإنه يمكن بسهولة تصنيفه على أنه كوكب إذا كان يدور حول الشمس بدلاً من كوكب المشتري.

من المحتمل أن يكون للقمر غانيميد محيط مالح تحت سطحه الجليدي، مما يجعله موقعًا محتملاً للحياة. تُخطط وكالة الفضاء الأوروبية ESA للقيام بمهمة إلى أقمار كوكب المشتري الجليدية التي من المُقرر أنْ تصلَ في عام 2030، مع التركيز بشكل خاص على مراقبة Ganymede.

يبلغ عمر جانيميد حوالي 4.5 مليار سنة، وهو نفس عمر المشتري. جانيميد هو القمر السابع والقمر الجاليلي الثالث من كوكب المشتري، الذي يدور حوالي  665000 ميل (1.070 مليون كيلومتر). ويستغرق حوالي سبعة أيام أرضية ليدور حول كوكب المشتري.

ويعُتقد أنّ جانيميد يحتوي على مياه مالحة تحت سطحه. في عام 2015، نظرت دراسة من قبل تلسكوب هابل الفضائي في الشفق القطبي لجانيميد، وكيف تتغير المجالات المغناطيسية لجانيميد والمشتري. وقال العلماء في ذلك الوقت أنّ “التأرجح” الذي يُشاهد بواسطة الشفق يُعطي دليلًا على أنّ المحيط المحتمل تحته ملحيّ، أكثر ملوحة من محيطات الأرض.

بعض العلماء يشكّكون في أنّ غانيميد قد يستضيف الحياة. نظرًا لبنيته الداخلية، ويُعتقد أنّ الضغط في قاعدة المحيط مرتفع جدًا بحيث يتحول أي ماء في الأسفل إلى جليد. وهذا من شأنه أن يجعل من الصعب على أي فتحات للمياه الساخنة جلب المغذيات إلى المحيط، وهو أحد السيناريوهات التي يعتقد العلماء في ظلها أن الحياة خارج كوكب الأرض قد تحدث.

2- كاليستو- Callisto

أقمار جاليليو

كاليستو هو قمر ضخم يدور حول المشتري. وله سطح قديم ذي فوهة، يشير إلى أنّ العمليات الجيولوجية يمكن أن تكون خامدة. ومع ذلك، فإنه قد يحمل أيضًا محيطًا تحت الأرض. من غير الواضح ما إذا كان المحيط يمكن أن يكون فيه حياة لأنّ السطح قديم جدًّا. سوف يتطلب الأمر مزيدًا من الملاحظة لهذا القمر الكبير لنكون متأكدين تمامًا.

كان القمر موضوعًا هدفًا للعديد من البعثات الفضائية، بما في ذلك مهمة جاليليو طويلة المدى إلى كوكب المشتري في التسعينيات وعام 2000. لحسن الحظّ بالنسبة للعلماء، ستركّز مهمة قادمة تسمى JUICE ) Jupiter Icy Moon Explorer) على ثلاثة أقمار جليدية للمشتري، بما في ذلك كاليستو، للحصول على مزيد من المعلومات حول بيئتها. من المتوقع وصول JUICE في عام 2030.

يبلغ عمر كاليستو حوالي 4.5 مليار سنة ، وهو نفس عمر المشتري. لا يكاد يوجد أي نشاط جيولوجي على سطحه ، وفقًا لوكالة ناسا. لم يتغير السطح منذ أن شكلت التأثيرات الأولية سطحه قبل 4 مليارات سنة.

يبلغ قطر كاليستو حوالي 3000 ميل (4800 كم)، وهو بنفس حجم عطارد تقريبًا. وهو ثالث أكبر قمر في المجموعة الشمسية، بعد جانيميد وتيتان (قمر زحل). (القمر الأرضي هو أكبر خامس قمر، بعد Io.)

3- أوروبا-  Europa

أقمار جاليليو

من بين أكبر الأقمار في النظام الشمسي. أوروبا هو الأصغر بين الأربعة ولكنه واحد من الأقمار الأكثر إثارة للاهتمام.

سطح أوروبا مُغطّى بطبقة من الجليد، لكنّ العلماء يعتقدون أنّ هناك محيطًا تحت السطح. كما يجعل السطح الجليدي للقمر أحد أكثر المواد انعكاسًا في النظام الشمسي.

وقد لاحظ الباحثون الذين يستخدمون تلسكوب هابل الفضائي وجود عمود محتمل للمياه من المنطقة القطبية الجنوبية في أوروبا في عام 2012. وشهد فريق بحث مختلف، بعد محاولات متكررة لتأكيد الملاحظات، أعمدة واضحة في عامي 2014 و2016. وحذّر الباحثون من أنّ الأعمدة لم يتمّ بعد تأكيدها بالكامل، لكنها تقدم اقتراحًا بوجود مياه مُتدفقة في محيطات القمر أوروبا.

يقدّر عمر أوروبا بنحو 4.5 مليار سنة، أي نفس عمر المشتري. في المتوسط، تبلغ المسافة التي يبعدها القمر أوروبا عن الشمس حوالي 485 مليون ميل (أو 780 مليون كيلومتر).

أوروبا هو القمر السادس للمشتري. المسافة المدارية له تبلغ 414000 ميل (670900 كم). يستغرق أوروبا ثلاثة أيام ونصف اليوم ليدور حول كوكب المشتري.  إنّ الجانب نفسه يواجه المشتري في جميع الأوقات، أي يبدو المشتري ثابتًا في سماء القمر أوروبا.

قد يعجبك أيضًا

4-أيو- Io

أقمار جاليليو

القمر الخامس للمشتري، هو أكثرالأجسام نشاطًا بركانيًا في النظام الشمسي. تمتدّ أعمدة من الكبريت لأعلى من 190 ميل (300 كيلومتر). يغطي سطح أيو بحيرات الحمم والسهول الفيضية للصخور السائلة.

يقدّر عمر أيو بنحو 4.5 مليار سنة، أي نفس عمر المشتري. وتبلغ المسافة المدارية حوالي 262 ألف ميل (422 ألف كيلومتر). يأخذ أيو حوالي 1.77 يوم أرضي ليدور حول المشتري.

أهم مميزات القمر هي البراكين. وبصرف النظر عن الأرض، فإنّ Io هو الجسم الوحيد المعروف في النظام الشمسي الذي لُوحظت فيه البراكين النشطة. في حين أنّ جاليليو كان قد أدلى ببعض الملاحظات الغامضة التي تستنتج النشاط البركاني المحتمل، فقد اكتشفت مركبة فوياجر التابعة لناسا ناسا براكينه في عام 1979.

المصادر:

 

 

 

 

 

إعلان

اترك تعليقا