الآخرون.. أسئلة كثيرة وأجوبة قليلة

لطالما كنت أؤمن بأنّ كرهي للشيء أو حتى جهلي به يجب أن لا يجعلني أنكره مهما كان نوع ذلك الإنكار. ودعوني أعتذر هنا عن استخدامي للعبارة الدارجة هذه الأيام ألا وهي “الإلغاء”. فقد قالوا قديمًا “كلمةُ لا أدري نصفُ العلم”، وكما أنّ الاحتكاك يولّد الحرارة، ويحرّض على الاشتعال، فأنا أدعوكم الآن لجلسة مناقشة مفتوحة. إن لم تجعلنا متفقين في آخر البحث فهي ستولّد عند أحدنا الدافع للبحث أكثر، والقراءة أكثر. الشيء الذي يقود للمعرفة التي لا تُنال إلا بالطلب والبحث.

دعونا نحتكّ قليلًا، ودعوا دخان المعرفة يُكسِب أيامنا وهج نار ونور.

دعونا نتفق أولًا على بعض الأمور التي سألزَمُها في مناقشتنا هذه. سأحاول -قدر المستطاع- الابتعاد عن النبرة الخطابية، ولن أعدكم بأن أقنعكم بشيء تكرهونه.

دعونا نتناقش ولا شيء غير ذلك.

المبحث الأول:

الملائكة وعلم الغيب

إعلان

كلّنا قرأنا قوله تعالى في محكم تنزيله وفي سورة البقرة، الآية الكريمة (30): ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لك قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )) صدق الله العظيم.

وإذا نظرنا للآية الكريمة فإنه سيظهر أمامنا سؤال ضخم -وهو بطبيعة الحال ليس بريئًا:

(ما أدرى ملائكة الرحمن بأنّ من سيكون خليفة الله في الأرض فاسد سفّاك للدماء؟ وهم المشغولون دائمًا بالعبادة؟ وهم البعيدون كلّ البعد عن علم الغيب الذي اختصّ الرحمن نفسه به؟)

وهو الشيء الذي تقرّ به الملائكة في الآية التالية مباشرة (31): (( قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )) هنا دعوني ألتجئ لمن هو أعلم مني وصاحب اليد الطولى في هذا المجال، إمامنا الحافظ “ابن كثير”، فقد ذكر في تفسيره لهذه الآية: (وكأنهم علموا ذلك بعلم خاصّ، أو بما فهموه من الطبيعة البشرية، فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف من ‏{‏صلصال من حمأ مسنون‏}‏ أو فهموا من الخليفة أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ويردعهم عن المحارم والمآثم، قاله القرطبي‏.‏) هنا انتهى كلام إمامنا المحدث.

إذًا هل انتهى الجدل؟ هل أرضى هذا الجواب فضولي العلمي؟ طبعًا لا! خاصة قوله: (كأنهم علموا ذلك بعلم خاص).

دعونا نتفق على أمور ثم نتابع:

  • الملائكة ليس لها علم الغيب. وهذا أمر محسوم ومتفق عليه. ويتوقّف علمهم على ما يتكرّم به الله ويخبرهم به وذلك بحَرْفية إقرارهم (سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا)، إذن هم لم يعرفوا غيبيًا بأنّ أولاد آدم سوف يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء.
  • مسألة العلم الخاصّ التي لمّح لها شيخنا، ضعيفة نوعا ما، حتى أنه لم يوضحها، بل ونسب الكلام، دون تعليق، للقرطبي.

لذا دعونا من المبهم، للواضح الجليّ.

  • لم يخبرهم الله مسبقًا بما سوف يكون من بني آدم من إفساد وسفك للدماء، لأنه لو كان أخبرهم مسبقًا لما كان لهم أن يراجعوه بأمر قد قدّره، فهذا أمر لا يليق.

إذًا لمَ كان سؤالهم؟ وعلى تلك الصورة؟ (( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء)) دعوني أسأل: هل كان قبل خلق آدم – إذا قدّرنا بأنّ الله خلق آدم أولًا ليورثه الأرض -هل كان هنالك أية مخلوقات أخرى على الكرة الأرضية أو خارجها- وتناهى للملائكة – بطريقة أو بأخرى – أنها أفسدت أو سفكت الدماء. وهذه المخلوقات ستكون حتمًا ليست من جنس الملائكة أي ليست مخصوصة بقولهم: ((وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لك)). أي تعيش وتموت وتتزاوج و تتوالد (مع مراعاة الفروق التي تفصل بني آدم عن تلك المخلوقات بطريقة مزاولة تلك الأمور)؟

وأدعوكم هنا للتأمل في قوله تعالى في سورة الزمر \74\: ((وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ))، إذًا نحن سبق وأن أورثنا الله الأرض.. ولكن ممن؟ ستقولون دعنا نسلم معك بأنه كانت هنالك مخلوقات ما غيرنا على الأرض. ولكنك بمجرد احتجاجك بالآية الكريمة، أي بقولك بالوراثة، فقد نقضت فرضيتك.. لأنّ من ورثناهم قد فنوا. إذًا لا وجود لما تسميه (آخرين).

أقول هنا اقرأوا دعاء سيدنا زكريا في سورة مريم \5-6\: ((فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا 5 يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا 6)). فالوارث، وهو هنا النبي يحيى، لم يأتِ بعد فناء آل يعقوب. ولكن مجرّد وجوده قد حرمهم من الميراث. وهذا ما يمكن أن يكون قد جرى مع بني آدم، وهذا يعني أنه ليس من الحتميّ فناء غيرنا لنرث، فإنّ وجودنا كافٍ لحرمانهم.

سترتفع أصوات البعض هنا، وقد تستدلّ بما ورد -وبكثرة- في كتب السلف من أن ((قال ابن جرير عن ابن عباس‏:‏ إنّ أول من سكن الأرض الجن، فأفسدوا فيها، وسفكوا فيها الدماء، وقتل بعضهم بعضاً، قال‏:‏ فبعث اللّه إليهم إبليس، فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال ثم خلق آدم فأسكنه إياها، فلذلك قال‏:‏ ‏{‏إني جاعل في الأرض خليفة‏}‏‏.‏)) يعني أن الملائكة قاست ما يمكن أن يفعله البشر، على ما سبق وأن فعله الجن.

هنا، أدعوكم لننتقل للمبحث التالي:

المبحث الثاني:

دابّة تعيش معنا…

اقرأوا معي قوله تعالى في سورة الشورى ((وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ )) 29 _شورى

يقول هنا ابن كثير: ((يقول تعالى‏:‏ ‏{‏ومن آياته‏}‏ الدالة على عظمته وقدرته العظيمة وسلطانه القاهر ‏{‏خلق السماوات والأرض وما بث فيهما‏}‏، أي ذرأ فيهما، أي في السماوات والأرض.. من دابة)). هنا انتهى كلام ابن كثير. ولنركز هنا على ((وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ)) فهذه الـ \فيهما\ تعود على كلا السماوات والأرض وهنا نقول أنّ لفظة “السماوات” هي جمع “للسماء”، إلا أنّ المثير للاهتمام هنا قوله تعالى (دابة)، والدابة كما ورد في “لسان العرب” هو: “اسم لما دبّ من الحيوان، مميزة وغير مميزة” و”دبّ” مشى على الأرض على هنته.

قال تعالى: ((والله خلق كلّ دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين و منهم من يمشي على أربع)) \45 _ النور\ ومن هنا نُخرج كلّ ما يطير في السماء من طيور وحشرات حيث سبق وورد هذا التقسيم في القرآن الكريم حين قسّم الله تعالى بين: ((وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم)) 34_ الأنعام

قد يعجبك أيضًا

وأيضًا: ((ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون )) \49_ النحل\  وعليه نستطيع أن نُخرج أيضًا ما لا يدبّ على الأرض كالجان الذين أدخلهم الفقهاء مع بني آدم في تفسيرهم لقوله تعالى: ((سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ)) \31 _الرحمن \ رغم أنّ تكوين الجانّ يبتعد كثيرًا عن صفة الثقل التي يمكننا أن نقبلها لبني آدم.

السؤال الآن: سبق وأخرجنا كلّ من الحشرات والطيور والجان، ولم يبقَ إلا أولاد آدم، إذًا من هي الدابة الأخرى التي تعيش إما معنا هنا على كرتنا الأرضية أو في إحدى السموات السبع والتي تدخل معنا كأولاد آدم في قوله تعالى: ((وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ)) 29 _ شورى

((رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ)) 191 – آل عمران

فصل:

ربما تخالفونني في هذا الطرح، وربما تسألون الآن: وأين كان أئمة التفسير من تفسيرات كهذه طوال السنين الماضية؟

أسأل هنا: ألسنا نجهل حتى الآن الحكمة الربانية بكل من (حمّ، والم، والمر، الخ)؟

دعوني أحيلكم هنا إلى الأستاذ (عصام قصاب) الذي ذكر في كتابه القيّم ((البحث عن الحقيقة الكبرى)) مثلًا تاريخيًا. حيث أنه قال: (أنه عندما فسّر حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس ما ورد في محكم التنزيل، وتحديدًا في سورة الإسراء(12): ((وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية الليل مبصرة))، حيث قال ابن عباس في تفسيره:\\ كان القمر يضيء كما تضيء الشمس \\ ثم قال :\\ وقول الله تعالى ((محونا آية الليل)) أي أعتمنا بعضه فظهر السواد الذي في القمر \\ فقد أوضح الأستاذ عصام أنّ هذا الرأي لم يعجب المفسرين آنذاك، وقد استمرّ هذا الجدل حتى النصف الثاني من القرن العشرين، حيث توصّل العلم إلى أنّ القمر كان ملتهبًا كالشمس ثم خمد، وأنّ في داخله جذوة ضعيفة مازالت مشتعلة حتى الآن).

وهكذا انتصر حبر الأمة بعد ما يزيد عن الألف عام.

المبحث الثالث:

مصادر معلومات أخرى، إصحاح أشعيا مثلًا.

 

قد يعجبك أيضًا

ورد في إصحاح أشعيا في المزمور (13 : 5) النص المحيّر التالي: \\  يقبلون من أرض نائية، من أقصى السموات. هم جنود الرب وأسلحة سخطه لتدمير الأرض كلها \\ وأطلب من حضرتكم أن تفسروا لي ماذا يعني هذا الكلام. و بما أنني سبق وأن اعترفت لكم بأنني لست أبدًا مختصًّا فسأحاول أن أطرح بعض الأسئلة التي سأجرؤ على تسميتها بالمنطقية:

1_ من هم القادمون من تلك الأرض النائية؟

2_تفضلتم و لاحظتم معي لفظة (من أرض نائية، من أقصى السموات)

3_اقرأوا معي مرّة ثانية \\ جنود ..أسلحة..لتدمير\\

دعونا نتناقش الآن:

يهدد الربّ هنا شعبه المختار الخطّاء بانتقام كبير ويتوعّدهم بأن يرسل لهم من يدمرهم.. فمن هؤلاء؟ ومن أين؟ اعتاد الرب أن يرسل جنودًا لتنفيذ أوامره، وغالبًا ما كانت تلك الجنود من الملائكة. ولكن من الممكن أن يسخّر شعبًا ما لتنفيذ انتقامه. هنا نقرأ في نفس المصدر (37 :36): \\ وحدث في تلك الليلة أنّ ملاك الرب قتل مئة وخمسة وثمانين ألفًا من جيش الآشوريين \\

هنا نتأكد أنّ من أرسله الرب من تلك الأرض النائية لم يكن بشرًا -مع ملاحظة وصفه في الكتاب بملاك الرب- فأيّ بشر يقتل وحده وفي ليلة واحدة ذلك العدد الهائل من البشر! ثم إنّ التاريخ أبدًا لم يذكر أن واجه الآشوريون جيشًا جرارًا ما، من غير اليهود في تلك الأثناء. ويؤكد ذلك النص التالي (31 : 8): \\ ويُصرع الآشوريون ويُلتهمون. وليس بسيف البشر \\ إذًا :

1″_فهم ليسوا بشرًا بصريح النص. فأيّ بشر يملك تلك القوى الهائلة التي ذكرناها آنفًا؟ بل وأكثر.. اقرأوا إذا شئتم (31 : 9): \\وتفنى صخورهم من الفزع \\

فصل:

هنا، ما سبق وأن حدث في \سيبيريا _ روسيا\ في بدايات القرن الماضي. ذاك الانفجار الهائل الذي عرف باسم “انفجار تونغوسكا”. قيل عن ذلك الانفجار الكثير الكثير حتى أنّ البعض اتهمه بأنه السبب وراء اختفاء أنواع حياتية في منطقة الكارثة التي طالت الأرض والشجر والتربة، بل وحتى الجوّ وآثاره ما زالت واضحة للعيان، حتى الوقت الحالي.

المثير في الأمر أنّ صيّادين روس وجدوا بالصدفة في مكان ذلك الانفجار لقية دعيت “بلقية فاشكا” نسبة للمكان الذي وجدت به، قرب نهر “فاشكا” في جمهورية “كومي” الذاتية الحكم في روسيا. تلك اللقية لم تكن إلا سبيكة معدنية من عدة أنواع نادرة يستحيل وجودها مع بعضها وبالشكل النقي الموجودة فيه، يستحيل أن تكون أرضية المنشأ أو حتى أرضية الصنع.. وأقول هنا سبيكة. أي “مطبوخة”من عدّة مكونات -إن جاز لي التعبير- وأذكر هنا الآية الكريمة: (( وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ 1 وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ 2 النَّجْمُ الثَّاقِبُ ))

و قد قال ابن كثير في تفسيره: (قال قتادة وغيره‏:‏ إنما سمي النجم طارقًا لأنه يُرى بالليل ويختفي بالنهار، ويؤيده ما جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن‏)‏‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الثاقب‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ المضيء، وقال السدي‏:‏ يثقب الشياطين إذا أرسل عليها)

أقول أنا وبرأي خاص، أنّ الطارق هو الزائر أو القادم، أما النجم الثاقب فأترك تفسيره لكم.

2_ يبقى احتمال أن يكون القادم من الملائكة. ولكن أيّ ملك يلتهم عدوّه؟ فرغم جهلنا بطرق انتقام الملائكة، إلا أننا لم نسمع أبدًا بمَلَك يلتهم، أو يوصف بالطائر.

أما الجواب السهل فنراه هنا، في المزمور ( 46 : 11 ) حيث يقول أنّ الرب سيرسل: \\ أدعوا من المشرق الطائر الجارح \\

مما سبق نرى أنه قد اجتمع عندنا ثلاث اتجاهات مختلفة وردت في المزامير لذلك الشيء الذي سيدعوه الرب لينتقم من عباده الخطائين:

1_أرض نائية ما.

2_أقصى السماوات.

3_ جهة الشرق.

أولًا: دعونا نستبعد فرضية أن يأتي أحد ما من أرض نائية، وذلك لأنّ أرض فلسطين كانت دائمًا في وسط العالم المتحضر. ولم يذكر التاريخ غازيًا غريبًا طرق أرض فلسطين إلا “الحثيين” الذين اصطدموا مع الفراعنة في قادش، إلا أنهم أبدًا لم يشنّعوا باليهود كما فعل الآشوريون ولم يدمّروا كما دمّر ” نبوخذ – نصّر ” أو سبى.

ثانيًا: من أقصى السماوات لن يأتي أحد إلا الملائكة، وقد سبق وأن بيّنّا أنّ القادمين لم يكن لهم صفة الملائكة.

ثالثًا: الشرق، وهل هناك في الشرق إلا “بابل” و “آشور” و “أكاد”؟

خلاصة:

إذا لم يكن القادمون بشرًا من أرض قريبة، وفي ذات الوقت لم يكونوا ملائكة.. فهل هم إذًا غرباء من أرض في السماء البعيدة من الممكن أن تكون في شرق الكرة الأرضية أو شرق المجموعة الشمسية أو حتى شرق المجرة؟

هنا يباغتنا الإصحاح بالمفاجأة الكبرى: (60 : 8): \\من هؤلاء الطائرون كالسحاب وكالحمام إلى أعشاشها؟\\

اذا سبق وقرأتم الإصحاح المذكور -أشعيا- فإنكم ستلاحظون معي أنّ تلك العبارة أو ذلك السؤال ورد بصورة غير منطقية. أقصد أنه ورد استطرادًا على شيء ما. فكأن مُدّون الإصحاح كان مسترسلًا برواية انتقام الربّ من عباده الخطائين، وسرعان ما اعترضها بالسؤال ذاك.

هل لاحظتم معي التالي في المزمور الأخير:

1″_ \كالسحاب\ أي لا أجنحة، بدون صوت.

2″_ الراوي أو المدون يجهل هؤلاء ويلحّ بالسؤال. أي جزم بعدم كونهم ملائكة. وهم بطبيعة الحال ليسوا بشرًا، وكلّ ما استطاع تفسيره أنهم ملاك للربّ من أرض نائية.

إعلان

اترك تعليقا