ما هي تقنيّة البلوك تشين أو الكتل المتنامية؟

تكنولوجيا قد تغير نمط التعاملات المتعارف عليه حاليًا في العالم

من المعروف أن الحضارة البشرية مرت عبر التاريخ بفترات نمو هائلة بفضل التقدم التكنولوجي الكبير ومن خلال تتبع أعظم اختراعات البشرية في مجال تكنولوجيا الاتصالات، والتي يعود تاريخها مع بداية اكتشاف وسائل السيطرة على النار ومعرفة التعامل معها، حيث يمثل هذا الاكتشاف البعيد بداية التطور الفكري للإنسان. على الرغم من أن قائمة الاكتشافات التكنولوجية كانت كثيرة، سنقوم باختصارها إلى خمسة من أكبر الابتكارات في تكنولوجيا الاتصالات التي غيرت طريقة وصول الناس إلى المعلومات والبيانات واستهلاكها. آخرها البلوك تشين

إليكم أعظم خمسة اكتشافات في التاريخ البشري:

1- الطباعة في عام 1436
2- الكهرباء في عام 1879
3- الراديو في عام 1901
4- الإنترنت أو شبكة التواصل العالمية (WWW.World Wide Web 1960)
5- البلوك تشين أو الكتل المتنامية ( Block Chain  1980)

سنشهد عالمًا جديدًا أكثر تطورًا

مثلما كانت السنوات الأولى بدائية لتطبيقات الكهرباء والإذاعة والإنترنت، لا يزال استخدام تقنية البلوك تشين في مرحلة التعرف ولكن مع تزايد عدد المتعاملين بها سيتم تبني التقنية بوتيرة أسرع وخصوصًا مع التطور المستمر لتقنيات التشفير مما يساعد على تبني تقنية البلوك تشين على نطاق أوسع. الإنترنت الآن هو الطريق الذي يربط الشبكات العالمية ببعضها البعض، مما يمكّن مئات الملايين من الناس من الوصول إلى المعلومات والتواصل فيما بينهم حول العالم. ومع استمرار تطور العالم الرقمي بعد أن أصبح الإنترنت متاحًا على نطاق واسع للجماهير، تم تطوير تقنيات أحدث باستخدام بنيتها التحتية ولكن للأسف أصبحت الخصوصية والسلامة أيضًا مشكلة.

ومن هذا المنطلق، نشأت أسس العملة الإلكترونية من خلال تطوير تقنية التشفير واستخدام خوارزميات والتي كانت الهدف الأصلي لظهور نظام البلوك تشين. حيث تعود بدايات تقنية البلوك تشين أو سلسلة الكتل المتنامية لتتبع حركة التعدين على الإنترنت، لحساب ما جرى صكّه من عملة افتراضية لدى كل مستخدم لها. فكان يتم توثيق عملية التعدين واستخراج البتكوين في قاعدة البيانات تلك على هيئة سلسلة من عمليات توثيق الكتل أو البلوك المستخرج لدى كل الأطراف على مستوى العالم، وبالتالي يستحيل تزوير كتلة أو إضافة كتلة غير حقيقية للسجل العام أي البلوك تشين، دون أن يتم الموافقة عليها من جميع  الأطراف المعنية والعاملة على الإنترنت.

لكن الحقيقة أن تقنية البلوك تشين هي تقنية واعدة ومن الممكن أن تفتح آفاق واسعة في مجال أسلوب التعاملات بين الأطراف وبناء الثقة والأمان بين المتعاملين بدون الحاجة إلى طرف ثالث أو وسيط  سواء كان ذلك في مجال التحويلات المالية أو التقارير الطبية أو سجل العقارات والملكية أو سجلات كاتب العدل والفكرة مازالت في بداياتها فمن الممكن أن تستخدم في تطبيقات أوسع من ذلك.

إعلان

ورغم أن لدينا الآن برامج قيمة لتنظيم هذه السجلات ولكن ما الذي يجعل تقنية البلوك تشين مميزة عن غيرها؟

من أهم  الأسباب التي ستجعل من تقنية البلوك تشين نقلة نوعية في طريقة التعامل مع بعضنا البعض؛ فإذا أردت أن تقوم بأي تعديل على المعلومات المخزنة في أي وحدة بلوك فلن يسمح لك النظام بالتعديل في نفس البلوك ولكن سيضاف التعديل بعد التحقق من صحته بطريقة بلوك جديد.

لا يُسمح لك النظام بإعادة الكتابة في أي سجل مخزن، وعوضًا عن ذلك يظهر لك بأن المعلومات المخزنة في هذا البلوك تم تغيرها من قبل.
لا يمكن التلاعب بالمعلوومات المخزنة.

على سبيل المثال إذا افترضنا بأن تسجيل ملكيات الناس يتم في سجل موحّد يتم فيه توثيق جميع سجلات الملكية بين الناس وحركة انتقالها اسمه البلوك تشين وكان هناك خلاف بين أخ وأخته (ستيف و آني) على أحقية ملكية أرض تنتمي للعائلة وبما أن نظام البلوك تشين يستخدم تقنية السجلات فإنه يوجد سجل قديم بتاريخ 1900 يظهر ملكية الأرض لشخص اسمه آدم وتم بيعها إلى شخص اسمه ديف في عام 1930 ويوجد إدخال جديد لسجل يثبت بأن ملكية الأرض انتقلت إلى آني وفق عقد بيع من والدها ديف في عام 2007. فكل تغيير لملكية هذا العيان يتم تمثيله بإدخال جديد يأخذ شكل البلوك ولا يمكن التلاعب به ويوجد نسخ عن هذا السجل عند جميع مستخدمي البلوك التشينو هكذا يتم إثبات الملكية دون الحاجة إلى محامٍ أو جهة وسيطة.

عناصر تكوين نظام البلوك تشين:

يتكون نظام البلوك تشين من أربعة عناصر رئيسية وهي:
1-  الكتلة
2-
المعلومة
3- 
الهاش
4- 
بصمة الوقت

1-الكتلة (البلوك):

تمثل وحدة بناء السلسة ويتم إدخال العمليات المراد تنفيذها في السلسلة أو تسجيل بيانات أو متابعة حالة الشيء المميز في هذه التقنية طريقة تخزين المعلومات على شكل دفعات تدعى الكتل أو البلوك يتم التحقق منها ومن ثم يتم ربطها ببعضها البعض بشكل تسلسلي تدعى الكتل المتنامية بحيث كل كتلة تستوعب قدرًا محددًا من العمليات أو المهام أو المعلومات ولا تقبل أكثر من ذلك حتى يتم إنجاز العمليات بداخلها بشكل كامل ثم يتم إنشاء بلوك جديد مرتبط بها والهدف من ذلك هو منع إجراء معاملات أو إدخالات وهمية داخل الكتلة وذلك سيؤدي إلى تجميد السلسلة أو منعها من التسجيل.

2- الإدخال:

العملية التي تتم داخل الكتلة الواحدة وهو الأمر وحيد و يمثل مع غيره من الأوامر الكتلة نفسها.

3-الهاش:

وهو عبارة عن البصمة الرقمية المميزة لسلسلة الكتلة ويتم ربط الكتل مع بعضها عن طريق الهاش وكأنه العامود الفقري للسلسلة. فهو عبارة عن كود يتم إنتاجه من خلال خوارزمية داخل برنامج سلسلة الكتلة يطلق عليها آلية الهاش ويعمل على: تمييز السلسلة عن غيرها -كل سلسلة لها كود مميز لها- وتحديد وتمييز كل كتلة داخل السلسة من خلال هاش خاص، وكل معلومة داخل الكتلة لها هاش مميز وربط الكتل مع بعضها بحيث ترتبط كل كتلة بالهاش السابق لها والهاش اللاحق لها لتسير في اتجاه واحد فقط.

4-الوقت:

بصمة الوقت الذي تم فيه إجراء أي عملية.

مبدأ عمل نظام البلوك تشين:

يعتمد على مبدأ السجل المفتوح وإلغاء المركزية أو ما يعرف بالطرف الثالث مما يتيح للمشاركين  الاطلاع على ما يجري في المنظومة بأكملها مع الحفاظ على الهوية الشخصية عن طريق منح المتعاملين مفتاحين
الأول شخصي يوجد فيه التفاصيل عن حقيقة هوية الشخص ومفتاح آخر عام عبارة عن كود مربوط بالمفتاح الشخصي. بحيث لايمكن لأحد معرفة حقيقة هوية الشخص. ولكن يمكن للجميع الاطلاع مثلًا على سجل التحويلات وحجم الأموال.

المبدأ الثاني في هذا النظام أنه يعتمد على قاعدة بيانات موزعة بين جميع الأفراد المشتركين وأي عملية تحدث فسيتم توزيعها على كامل المنظومة وهذه الميزة تمنع القرصنة لأن ذلك يتوجب قرصنة جميع المشتركين في المنظومة وهو أمر مستبعد حدوثه. والمبدأ الثالث وهو التعدين للتأكد من صحة المعاملة قبل إتمامها عند إدخال أمر في الكتلة يتم تحرير نوع من الأحجية الرقمية المشفرة ويجب حلها للحصول على الهاش فتأتي هنا وظيفة المنقبين حول العالم بالبحث عن الهاش الصحيح لهذه العملية عن طريق إجراءات حسابية طبعًا وفق تطبيقات خاصة وبمجرد الحصول على الهاش الصحيح يتم إتمام المعاملة ويتشكل البلوك وينضم إلى السلسلة، ويتم إتمام المعاملة بعد التأكد من صحتها ويفوز المنقب بالعملة الإلكترونية لقاء هذه الخدمة.

هذه الخاصية المعتمدة في اللامركزية من شأنها أن تقلل من احتمال التلاعب بالمعلومات والتي ستعزز ثقتنا باعتماد هذه التقنية في التعاملات مباشرة مع بعضنا البعض وإنجاز هذه المعاملات بوقت قياسي، بالإضافة إلى توفير في المال الذي كان سيتقاضاه الطرف الثالث.

ولمزيد من التفاصيل يرجى الاطلاع على الرابط المرفق “مركز المستقبل للأبحاث و الدراسات المتقدمة”

إعلان

مصدر مصدر 1 مصدر 2 مصدر 3
فريق الإعداد

تدقيق لغوي: ألاء الطيراوي

اترك تعليقا