التأمل الذهني كدافع لبرنامج اللياقة البدنية

التأمل الذهني والالتزام بممارسة الرياضة

تُعتبر ممارسة التمارين الرياضية جيدة للجسم وللعقل كذلك. تُظهر العديد من الدراسات كيف يمكن لأنماط مختلفة من النشاط البدنيّ أن تفيد المرضى الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب. نظرت دراسة بحثية حديثة إلى العوامل التي شجّعت الناس على ممارسة الرياضة وما يمكنه أن يساعد تحديدًا في الحفاظ على الدافع والالتزام ببرنامج للتمارين الرياضية. كما اتّضح أنّ برنامج التأمل الذهني والحدّ من الضغط كان فعّالاً تمامًا مثل برامج التدريب المنظمة في حثّ الناس على المُضيّ قُدمًا في خياراتهم الصحية.

قارن الباحثون في جامعة ولاية لوا اثنين من “برامج التدخّل” الذَين تمّ تصميمها لتشجيع التمارين الرياضية غير المرغوبة. الأول هو برنامج التأمّل الذهني الذي يهدف إلى الحدّ من التوتّر كوسيلة لجعل المشاركين يلتزمون بنظام التمارين الرياضية. والثاني هو برنامج يرتّب لقاءات دوريّة لأداء بعض التمارين. وكانت هناك مجموعة المقارنة (التي لا تجري عليها أيّة برامج أو مداخلات) التي بدأت أيضًا خطة التمرين.

نظر الباحثون في كلّ مجموعة على مدى ثمانية أسابيع. كان من المتوقع أن تتفوّق مجموعتا برامج التدخّل على مجموعة المقارنة من ناحية زيادة النشاط الرياضي، إلا أنّ النتائج التي حققها هؤلاء في مجموعة التأمّل الذهني كانت مثيرة للدهشة!

وأوضح جاكوب مير -وهو أستاذ مساعد في علم الحركة في جامعة ولاية لوا- أنّ “كنّا نتبع ممارسة التمارين المنظّمة لعقود من الزّمن لتحسين النشاط والصحة البدنية. لقد كان من غير المتوقع تمامًا رؤية تأثير مشابه لذلك على النشاط البدني عن طريق التأمل الذهني والتدخّل الذي يركّز على الطريقة التي يفكّر بها الشخص أو التي يدرك من خلالها العالم.” تعاون مير مع زملائه في جامعة ويسكونسن-ماديسون ومركز جامعة ميسيسيبي الطبي لدراسةِ أفضلِ طريقةٍ لتشجيع المرضى على اكتساب عادةِ ممارسة التمارين للبالغين قليلي الحركة لمدة لا تقل عن 75 دقيقة في الأسبوع، وتمكّننا من زيادة متوسّط العمر المتوقع بقرابة عامين مع المقدار المناسب من التمارين الرياضية المنتظمة.

قضت المجموعتان -نفس الوقت- ساعتين ونصف في الأسبوع في تمارينهم. هؤلاء المتواجدون في مجموعة التأمل الذهني تعلموا  تقنيات التنفس، والوعي الذاتي وأساليب التأمّل وكذلك التمدّد والحركة. أما مجموعة التمارين فأمضت وقتها في دروس للأنشطة الرياضية. كما قيل لكلتا المجموعتين أن تقوما بممارسة ما تعلّمتاه في الفصول الدراسية من 20-45 دقيقة يوميًّا في منازلهم. وتمّ حثّ جميع المشاركين على مواصلة برامجهم بعد الأسابيع الثمانية. لكن على الرغم من أنّ معظمهم فعلوا هذا إلا أنه كان هناك بعض التراجع في الأشهر الباردة من قِبَل مجموعة المقارنة الذين لم يتلقّوا أيّ نوع من التدريب. ربما كانت فترة الدراسة لمدة 8 أسابيع قصيرة للغاية لتوقّع زيادة كبيرة في نسبة التمرين، لكنّ المجموعة التي مارست التأمّل الذهني أظهرت أقلّ تراجع خلال فترة ما بعد الدراسة.

 

 

 

 

إعلان

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
اترك تعليقا