السبب وراء النشوة من مساعدة الأخرين

هل تعرف الإحساس بالنشوة الغامرة عندما تجد الهدية المناسبة لصديق؟ هل رأيت السعادة الحقيقية في وجوه أعضاء الجمعيات الخيرية عند مساعدة الأخرين، وفي أعين المتبرعين بالمال؟ في حالة أنك لم تمر بذلك الشعور، العلم يخبرك بضرورة تجربته في أقرب وقت.

الفوائد الصحية للإيثار

عبر العقود الأخيرة القليلة، درس العلماء الفوائد الصحية وراء الإيثار، والذي ما يشار إليه عادةً بمصطلح “Helper’s high“. المتطوعون غالبا لديهم معدلات أقل للتعرض للإكتئاب، معدل وفيات أقل، احترام عال للذات وقدرات أعلى من أولئك الذين لا يتطوعون. دراسة في عام 2005 أظهرت أن المتطوعون في الواقع يستفيدون بشكل أكبر من أولئك الذين يتلقون المساعدة. غريب، أليس كذلك؟ للتبسيط، عندما نعطي الأخرين أي شيء بدون انتظار مقابل، تقوم عقولنا بإفراز الدوبامين، السيروتونين، والكثير من هرمونات السعادة والتي بدورها تجعل منك سعيد ونشيط.

الهدية التي تستمر بالعطاء

بالتأكيد، لا أحد يؤثر الغير مئة بالمئة، لكن هنالك دراسة أظهرت أن العقل البشري مرتبط ارتباط أبدي بالعطف والكرم. أن عقول البشر تحتوي على خلايا عصبية انعكاسية “mirror neurons”، والتي تجعلنا -تبعًا لتفسير عالم الأعصاب Maro Lacoboni- قادرين على فهم أفعال الأخرين ونواياهم ومشاعرهم. أي أننا عندما نرى شخص في ضيق، لا نحتاج لدفع عقولنا للتفكير في شعوره، لكن خلايانا العصبية تقدم على ذلك مباشرةً.

كيف يؤثر ذلك في العطاء؟ تتبع عقولنا قاعدة عصبية “ذهبية”. عالم الأعصاب Leonardo Christov-Moore يقول: “كلما ملنا لوضع أنفسنا مكان الأخرين، كلما نزعنا لمساعدتهم كما كنا لنساعد أنفسنا” لذلك ان أردت زيادة صفات كرمكت عليك أن تصبح عطوفًا أكثر تجاه الأخرين.

تلك الاستنتاجات قد تساعد الباحثين لفهم الأطفال المصابين بالتوحد، والذين يجدون صعوبة في التعامل مع المجتمع، ذلك لأن خلاياهم العصبية الانعكاسية “mirror neurons” لا تعمل بالشكل الصحيح.

إعلان

في حالة أعجبك المقال، ربما ستعجبك مقالات أخرى. نرشح لك:

إعلان

اترك تعليقا