هل تعمل الأحلام كعلاج نفسي للإنسان؟

من الشائع أنّ الأحلام تلعب دورًا في معالجة الذكريات والأحداث اليوميّة. لكن لم يظهر دليل على ذلك إلّا مؤخرًا في دراسة قام بها فريق Mark Braglove من جامعة Swansea في المملكة المتحدة، حيث وجد أنّ هناك علاقة بين قوّة التجارب العاطفية التي يمر بها الشخص ومحتوى الحلم. وأيضًا حدّة الموجات الدماغية أثناء الحلم.

يمرّ الإنسان أثناء نومه بدورات نومٍ متعاقبة تمتد كل منها حوالي 90 دقيقة. وتتألف كل دورة من خمس مراحل، إحداها تسمى مرحلة حركة العين السريعة (REM (Rapid Eye Movement. وفِيها تحدث معظم الأحلام.
في مرحلة REM يكون تردد النشاط الدماغي الكهربائي بين 4-7 هيرتز، والذي يحدث نوعًا من الموجات الدماغية تُسمى موجات ثيتا.

في التجربة التي قام بها الفريق على عشرين طالبًا متطوعًا، طُلب منهم تسجيل تفاصيل حياتهم اليومية لمدة عشرة أيام، والمشاعر التي رافقتها مع تعيين شدّة تلك المشاعر. وفِي اليوم الحادي عشر طُلب منهم النوم في المختبر مع ارتداء قبّعات لقياس الموجات الدماغيّة (EEG) أثناء النوم. ثم تم إيقاظ الأشخاص في مرحلة حركة العين السريعة REM وتسجيل تفاصيل أحلامهم فيم إن كانوا يحلمون، ثم مقارنة محتوى الحلم بسجلّات الشخص اليومية المدوّنة.

ما وجده مارك وفريقه أنّ هناك ارتباطًا بين شدة موجات ثيتا لدى الشخص الحالم وعدد العناصر التي احتواها الحلم من الأحداث اليومية المدونة، كذلك وجدوا أنه كلما كان الأثر العاطفي للحدث أكبر، كان احتمال ظهوره في الحلم أكبر من الأحداث التي اقترنت بمشاعر ضعيفة أو معتدلة.

تشير هذه النتائج إلى أنّ معظم الأحلام ذات الطابع القوي تَحدث عندما يقوم الدماغ بمعالجة التجارب الحديثة ذات الطابع القوي عاطفيًّا. وهي كذلك أول نتائج تشير إلى أن موجات ثيتا الدماغية ترتبط بالأحلام المتعلِّقة بالأحداث اليومية الأخيرة التي مرَّ بها الشخص. كما أن نتائج الدراسة تشكِّل دليلًا قويًا على أن عملية الحلم تتعلق بقيام الدماغ بمعالجة الذكريات الحديثة.

إعلان

كان مارك قد وجد سابقًا أن أمواج ثيتا تكون أشد عند الأشخاص الذين يعانون من كوابيس متكررة، الأمر الذي يمكن تفسيره بأن أدمغة هؤلاء تبذل جهدًا مضاعفًا، أثناء الحلم، في معالجة تجاربهم اليومية والمشاعر المرتبطة بها.

نهايةً، إذا كانت الأحلام تعمل كمعالجٍ للتخفيف من الآثار العاطفية لتجاربنا، فقد يمكن التلاعب بهذه الأحلام بتعريض الدماغ لموجات ثيتا خارجية باستخدام الأصوات، لحثِّ الدماغ على الحلم، وزيادة كفاءة الأحلام العلاجية. ممّا قد يشكل مدخلًا لأسلوبٍ علاجيٍّ جديد لمساعدة الأشخاص الذين تعرضوا للصّدمات.

إعلان

مصدر مصدر مصدر
فريق الإعداد

إعداد: رائده فضه

تدقيق لغوي: فاطمة الملّاح

اترك تعليقا