مترجم: الصوت الداخلي في عقلك يتلاعب بك

إنّ المعظم لا يدركون هذا، ولكن، خلال ممارسة حياتنا اليومية، نقوم بشكل غير واعٍ بتفسير كلّ موقف يحصل معنا، كبيرًا وصغيرًا. وذلك لأنّ لدينا صوتًا داخليًّا في عقولنا يقوم بتشكيل شعورنا وإحساسنا نحو ما سنواجهه. فبعض محادثاتنا الداخلية يمكن أن تكون سلبية وغير منطقية، ومحبِطة للذات ومسنتكرة للنفس، وعليه نقول كلامًا مثل: “سأفشل بالتأكيد” ،”أنا لم أفعل جيدًا” ،”أنا شخص ميئوس منه”، “وأنا عديم الفائدة”.

إنّ الحديث السلبي للذات يمكن أن يأتي من كلّ ما يلي:

  1.  المزاجيّة السيّئة والتي بدورها تُشعِل التفكير السلبي.
  2.  العادة التي تولّدت من مرحلة الطفولة بأن تكون منتقدًا بشكل مفرط.
  3. التشاؤم والتنبؤ الدائم بحدوث الأسوء.
  4. التجارب السلبية في الماضي، والاعتقاد الدائم بأن التاريخ يعيد نفسه.
  5. الخوف والقلق والاضطرابات والاكتئاب، وأيضًا الكثير من المشاكل النفسية التي تُغذّي وتديم التفكير السلبي.

إنّ النتائج الصّادرة عن الحديث السلبي مع الذات تتبلور بمرور الوقت. ففي كلّ مرة تُنهك نفسك بالحديث السلبي مع ذاتك، فأنت بالفعل تقوم برمي سهم على نفسك، وكلّ سهم بحد ذاته قد يبدو بسيطًا نوعًا ما، لكن مع مرور الوقت يكون كفيلًا بكَسْرك. حيث إنّ عملية التوبيخ المتكررة والاعتقاد السيء بنفسك سيحطّمك بالفعل وسيدمّرك تدريجيًا.

أنْ ترى نفسك شخصًا ميؤسًا منه، وتعتقد بأنّك أحمق خاسر بشع غبيّ وتافه، أو أنك عديم الفائدة، فتبدأ بإلقاء اللوم على نفسك عند حدوث أيّ خطأ أو ربما تخوض سيناريو كونك الحالة الأسوأ وتبالغ في الأمور؛ كلّ تلك أمثلة على أنماط التفكير السلبي، ومؤشّرات على أنّك تقوم بإعداد منيّتك ببطء. فالطاقة السلبية الداخلية كفيلة بأن تجعلك ترى نفسك شخصًا معيبًا لا يمكن إصلاحه، وغير كفؤ أو عاجز، وستكون النتيجة هي انعدام ثقتك بنفسك. 

إنّ هذا النوع من التفكير المشوّه قد ينزل بك إلى القاع نزولًا لولبيًّا سريعًا،  بحيث تصل إلى حدٍّ لا تستطيع معه أن ترى أو أن تتخيّل الأشياء الإيجابية. كما أنّ الحديث السلبي مع الذات يقوم بتعزيز أي أفكار غير منطقية تمتلكها؛ في كلّ مرة تقوم بتمرين عقلك على العبارات السلبية، فإنك تقوم بتقوية الاعتقادات والأحاسيس غير المنطقية. ومع مرور الوقت، تُجمِع السّلبية قواها معًا فتقوم بإعجازك وفي بعض الحالات قد تتسبب بقتلك.

* آلية تخليص نفسك من الحديث السلبي للذات

إن عملية استبدال العقلية السلبية بالعقلية الإيجابية تتطلب عملًا منهجيًّا وبشكل تدريجيّ. ومن هنا، نطرح بعض الخطوات التي ستساعدك بمعرفة وإيقاف واستبدال الأفكار السلبية بالإيجابية:
  1. قم بملاحظة الأوقات التي ينشأ فيها الحديث السلبي مع الذات، وقم بتحديد ما الذي يثير هذه الأفكار.
  2. قم بمقاومة الأفكار السلبية من خلال الأفكار الإيجابية الواقعية، واخلق لنفسك سيناريو تستطيع أن تستعمله لتقاوم الأفكار السلبية بمجرّد حدوثها، فعندما تأتيك أفكار مثل “أنا عديم الفائدة” قم بمقاومتها بأفكار أكثر منطقية مثل “أطفالي بحاجة لي” أو “زملائي يقدّرون عملي”، ففي كلّ مرة تقاوم العبارات السلبية مع الحقائق الإيجابية، ستفقد أفكارك السلبية سلطتها.
  3. حاول أن تنظر لكل موقف بموضوعية، مثل الدخيل الذي يبحث عن شيء وبعد ذلك يقوم بتحديد الأفضل لنفسه في ذلك الموقف.

تكرار هذه العملية مرارًا وتكرارًا يمرّن عقلك ليحرص ويركز على الأشياء الإيجابية. فهذا يمنحك السُّلطة لإدراك الحياة والتفاعل معها بالكيفيّة التي تريدها. فالخطوة الأولى لتحقق أهدافك تبدأ بتمرين ذاك الصوت الخفيّ داخل عقلك على التحدث بشكل إيجابي.

 

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
اترك تعليقا