كائنات داروين الفضائية

كيف ستبدو الكائنات الفضائية؟!

تحدثنا في المقال السابق عن الكائنات الفضائية، وعن إمكانية وجودها من منظور رياضياتي باستخدام معادلة دريك. وتوصلنا في النهاية أن الاحتمالات تؤول إلى أننا وحدنا في هذا الكون الشاسع، ويجب علينا تقبّل هذه الفكرة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن غريزة الإنسان تدفعه إلى تصور الأسوأ دائما وتخيل ما هو ممكن وما هو غير ممكن.
ونتيجة لذلك، وبافتراض أنه يوجد ما يسمى بالكائنات الفضائية، فكيف ستبدو يا ترى؟!

بالتأكيد، أنت تخيلتها تشبهنا، ولكن مع القليل من التغيرات الجسدية مثل آذان مدببة وعيون واسعة، أو ربما تخيلتهم مثل أفلام أفتار(Avatar)، وربما أشبه بـ xenomorph المشهور في أفلام الخيال العلمي.

xenomorph المشهور فى أفلام الخيال العلمى

إليك الشيء المفاجئ: لدينا بالفعل فكرة أفضل عن كيف يبدو جيراننا خارج الأرض أكثر مما قد تظن.
نحن لا نعرف ما إذا كان أقربهم إلينا كائنات حية أحادية الخلية، أو كائنات أكثر تعقيدًا مما نعتقد، أو أنهم ربما يمتلكون مجتمعات واعية تمامًا.
بصراحة، نحن لا نعرف حتى ما إذا كان هناك كائنات فضائية!
ولكن حتى مع كلّ هذا الغموض، هناك بعض الأشياء التي يمكننا التنبؤ بها بقدر من الثقة.

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة International Journal of Astrobiology عام 2017م، يُظهر العلماء من جامعة أكسفورد لأول مرة كيف يمكن استخدام نظرية التطور لدعم التنبؤات بوجود الكائنات الفضائية وفهم سلوكها بشكل أفضل.

إعلان

وهي تُرجح أنّ الفضائيين قد تمّ تشكيلهم على نفس العمليات والآليات التي شكلت بها البشر، كعملية الانتقاء الطبيعي.

حيث تدعم النظرية الحجة القائلة بأنّ أشكال الحياة الفضائية تخضع لعملية الانتقاء الطبيعي، وبالتالي فإنها تشبه البشر، تتطور لتصبح أكثر لياقة وأقوى بمرور الوقت.

يقول سام ليفين، الباحث في قسم علوم الحيوان في جامعة أكسفورد:

“إنّ مهمة علماء الفلك الأحيائي الأساسية (أولئك الذين يدرسون الحياة في الكون) تكمن في التفكير في ما قد تكون عليه الحياة خارج الأرض. ولكن التفكير في شيء هكذا أمر صعب، فنحن لدينا مثال واحد عن الحياة وهو- الحياة على الأرض -. ونتيجة لذلك، فإنّ كل الأساليب السابقة في مجال علم الفلك الأحيائي تقليدية إلى حد كبير مع ما نراه على الأرض، وما نعرفه عن الكيمياء والجيولوجيا والفيزياء للتنبؤ بالفضائيين.”

يضيف سام:

“في بحثنا، نقدّم طريقة بديلة، وهي استخدام نظرية التطور لعمل تنبؤات مستقلة عن التي تحدث على الأرض. هذا نهج جديد ومفيد، لأننا نقوم بتنبؤات نظرية تنطبق على الفضائيين الذين يعتمدون -على سيبل المثال- على السيليكون، وليس لديهم الحمض النووي، ويتنفسون النيتروجين بدلًا من الأكسجين. “

بمعنى أننا نقوم بتطبيق نظرية التطور ولكن في ظروف مغايرة لظروف كوكبنا، ومن ثم يصبح التنبؤ بالفضائيين أمرًا ممكنًا.

وبالتالي فإنّ البحث قائم على استخدام نظرية التطور وعملية الانتقاء الطبيعي كإطار عمل، ومن ثم يتناول فكرة التطور الخارجي، وكيف سيحدث هذا في الفضاء -خارج كوكب الارض-.

ولإثبات هذا المبدأ، توصّل الباحثون إلى “الأوكتوميت”.

الاوكتوميت

وهو كائن -افتراضي- يتكون من تسلسل هرمي لمجموعة من الكيانات، حيث تنحاز كلّ مجموعة من مجموعات الكيانات ذات المستويات الأدنى إلى مجموعات تطورية مختلفة، بحيث يتم القضاء على الخلافات التطورية بشكل فعال.

أي أنّ كلّ كيان من هذا الكائن يتّخذ مسارًا تطوريًا خاصًا به، بحيث لا يتعارض مع الكيانات الأخرى.

وكلّ كيان من هذه الكيانات يتشارك في تقسيم العمل، فكلّ كيان متخصص بمهمة معينة تخدم الكائن الكليّ وهو الأوكتوميت كما هو واضح في الصورة.

ويضيف سام ليفين:

“ما زلنا لا نستطيع أن نقول ما إذا كان الفضائيون سوف يسيرون على قدمين أو لديهم عيون خضراء كبيرة.

لكننا نعتقد أن نظرية التطور تقدم أداة إضافية فريدة لمحاولة فهم ما سيكون عليه الفضائيون، من خلال التنبؤ بأن الفضائيين قد خضعوا لعمليات انتقالية كبرى (تغيرات رئيسية) -والتي هي أساس نشأة التعقيد في الأنواع على الأرض-، يمكننا القول أن هناك مستوى من القدرة على التنبؤ بالتطور الذي من شأنه أن يجعلهم يبدون مثلنا.”

•إذًا كيف تحدث عملية التغيّر أو الانتقال الكبرى؟

على الأرض يزداد تعقيد أنواع الكائنات الحية نتيجة لحفنة من الأحداث، والمعروفة باسم التغيرات الرئيسية.

تحدث هذه التغيرات عندما تتطور مجموعة من الكائنات الحية المستقلة إلى كائن ذات مستوى أعلى. وتشير كل من النظريات التطورية والبيانات التجريبية إلى أنّ الظروف القاسية مطلوبة حتى تحدث التغيرات الرئيسية.
ويختتم سام بأنّ هناك مئات الآلاف من الكواكب الصالحة للحياة -نظريًا- في مجرتنا فقط، ولكننا نحيا وحدنا ولم نصل لأية حياة أخرى، لكننا أيضًا اتخذنا خطوة ولو صغيرة إلى الأمام في الإجابة.

 إذا لم نكن وحدنا، فكيف سيبدو جيراننا؟!

مراحل تكوين الكائنات الفضائية

تمثل هذه الرسوم التوضيحية مستويات مختلفة من التعقيد التكيفي الذي قد نتخيله عند التفكير في الكائنات الفضائية.

(أ) جزيء بسيط مكرر، بدون تصميم واضح. هذا الجزيء قد يخضع لعملية الانتقاء الطبيعي أولًا.

(ب) كيان بسيط للغاية يشبه الخلية، ولكن حتى هذا الشيء البسيط لديه قدر كافٍ من الأجزاء التي يجب أن تخضع لعملية الانتقاء الطبيعي.

(ج) الشكل النهائي للكائن الفضائي، والذي يمتلك العديد من الأجزاء المعقدة التي تعمل معًا، والتي من المحتمل أن تكون قد خضعت لتغيرات كبيرة كما يحدث على الارض.

إعلان

مصدر مصدر1 مصدر2 مصدر3
فريق الإعداد

تدقيق لغوي: أميرة قطيش

اترك تعليقا