من أفضل ضابطٍ لأخطر إرهابيّ “قصة حياة هشام عشماوي”

هشام عشماوي الاسم الأكثر شُهرة على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، والإرهابيّ المتسبّب في الكثير من العمليّات الإجراميّة؛ تروي لنا حياتُه قصّةً عجيبة تحوّلَ خلالَها من أفضلِ ضابطِ صاعقة شُهِد له بالكفاءة والالتزام من قياداتِه في الجّيش المصريّ إلى واحدٍ من أخطر الإرهابين المطلوبين في مصر.

ليلة القبض على عشماوي :

في صباح يوم الاثنين الموافق للثّامن من أكتوبر قامتِ القيادةُ العامّة للقوّات المسلّحة الليبيّة بإلقاء القبض على الإرهابيّ المصريّ هشام عشماوي في مدينة درنه بحيّ المغار، كما صرّح  النّاطق الرسمي باسم الجيش اللّيبيّ : ” كان يرتدي حزامًا ناسفًا، لكنّه لم يستطع تفجيرَه بسبب عنصر المفاجأة وسرعة تنفيذ العمليّة من قِبل أفراد القوّات المسلّحة. ”

رحلة هشام عشماوي مع الجيش المصري :

“عشماوي” من مواليدِ القاهرة عام 1978، التحقَ بالكليّة الحربيّة في عام 1996؛ كان آنذاك في الثّامنة عشر من عمره، وعقب تخرّجه في عام 2000، انضمّ إلى سلاح المشاة ثمّ أصبح ضابطًا بسلاحِ الصاعقة للقوّات المسلحة ليُشهَد له بالكفاءة من قياداتِه، حيث يقول أحمد صقر -العضو المؤسّس لحزب العدل ومساعد سابق لرئيسِ جهاز تنمية سيناء- عن عشماوي : ” كان ضابطًا نبيهًا، يكون في المقدّمة دائمًا؛ بدءً من فرقة الصّاعقة الأساسيّة في الكليّة الحربيّة حتّى فرق التّدريب الاحترافيّ في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وبشهادة زملائه عن نبوغه. ”

 شبهات ونقاط تحوّل في حياة عشماوي :

بعد مرورِ عامٍ على انضمامِه للجّيش المصري بدأ يتّجه عشماوي للتّزمت في الدّفاع عن الفكر الدّيني، وبدأت تحوم الشّبهات حولَه حينما شوهد في جدالٍ مع إمامِ مسجد في مُعسكرٍ تدريبيّ بعد أن أخطأ الإمام في ترتيلِ بعض الآيات.

إعلان

وفي حدثٍ آخر شوهدَ يوزع منشوراتٍ جهاديّة للعديدِ من العسكرييّن الموجودين معه في المعسكر.

بعد مرور أربع سنوات نُقِل عشماوي إلى الأعمال الإداريّة، ومن بعد ما لوحظَ اجتماعه بالعسكرييّن ومناقشَتهم في أمورٍ تخصّ الدّين والسياسة تم تحويله إلى المحاكمة العسكريّة.

وحسب تقرير رويترز على لسان أحد أقربائه : “عندما اعتقل أحد أصدقاء هشام وتوفيّ وهو في السجن، تحوّل هشام إلى شخص آخر”. وكان ذلك في عام 2006، ولعلّ تلك كانت هي نقطة التّحول الأبرز في حياته.

وشهدت سيناء المنطقة التي قضى فيها أكثر فترات خدمَته تحوّلَه؛ ربّما منها أخذ الفكرَ التطرفيّ والجهادي، وربما ورثه نتيجة حماقته وسوء فهمه للدّين -كالكثير من الحمقى أمثالِه-، حيث شكّل جماعةَ ” أنصار بيت المقدس” ومارس من خلالها فكره التّطرفيّ في سيناء.

جرائم ارتكبها هشام عشماوي :

“عشماوي” متوّرط في العديد من العمليات الإرهابية الأخيرة؛ كان أبرزها اتّهامه باغتيال وتفجير سيارة النّائب العام هشام بركات في عام 2015

كما ذُكِر اسمُه في الكثير من العمليّات الإرهابيّة الأخرى، كمحاولةِ اغتيال وزير الدّاخلية السّابق محمد إبراهيم في عام 2013، وحادث الواحات الذي راح ضحيّته أكثر من 16 شخص، وتفجير مديريّة أمن الدقهلية.

وحكمت محكمةُ جنايات غرب القاهرة العسكريّة في عام 2014 غيابيًا على هشام عشماوي و13 آخرين بالإعدام؛ لاتّهامهم بالمشاركةِ في هجوم كمين واحة الفرافرة والتّي راح ضحيّته أكثر من 28 ظابط ومجنّد.

 

إعلان

اترك تعليقا