كتب محظورة في تاريخ تركيا الحديث

وفقًا لإحصائيات نشرتها جريدة “Özgün Duruş” عام 2010م فإن تركيا ما بين عامي 2000م و2005م قد اتخذت قرارات بحظر 284 كتابًا من بينهم 47 كتابًا تم رفع الحظر عنهم فيما بعد. وهذه بعض الكتب المحظورة على مدار تاريخ تركيا الحديث:

1- رواية “بعض الناس” لسعيد فائق عباسي:

الشخصيّة الرئيسة في هذه الرواية هي “نيفين”، نيفين ابنة لعائلة ثريّة تسعى وراء السعادة والاطمئنان، والتي بحثت عنهما بشتى الطرق لكنها لم تستطع العثور عليهما. وربما كان من أكثر الكتب المحظورة غرابةً في الأربعينيّات هي هذه الرواية. فعندما نُشرت عام 1944م صادرتها الأحكام العرفيّة، وكان مبرر حظرها أن أحد أبطال الرواية يرتدي زيًّا عسكريًّا قديمًا، وقالت محكمة الأحكام العرفيّة أن الجندي التركي لا ينبغي أن يرتدي زيًّا قديمًا.

2- كتاب “كفاحي” لأدولف هتلر:

كتب هتلر هذا الكتاب بعد محاولة انقلابه الفاشلة. ويتناول الكتاب البنية الأيدولوجية للنظام النازي، والتي أدّت إلى قتل عشرات الملايين في الحرب العالميّة الثانيّة. ويؤكد فيه على أن الألمان هم العرق المميز، كما يحتوي الكتاب على آراء معادية لليهود. وقد تم حظر نشره وبيعه في كل من ألمانيا وفرنسا بعد الحرب العالميّة الثانيّة. وبمبادرة من المحاكم الألمانيّة تم حظر الكتاب في تركيا عام 2007م.

3- رواية “مدار الجدي” لهنري ميلر:

يعد هنري ميلر من أوائل كتاب القرن العشرين الذين كتبوا عن الجنس في سياق العشق. فعندما يُذكر اسم رواية “مدار الجدي” يأتي إلى الذهن الولع والإثارة الجنسيّة. في عام 1985م حُظر الكتاب في تركيا لاعتباره كتابًا إباحيًّا. وفي عام 1988م اجتمعت 39 دار نشر تركيّة وقرروا إعادة نشر الرواية بعد أن تركوا محل العبارات الإباحيّة المزعومة فارغًا. كما استمر حظر الرواية في الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا حتى عام 1960م.

4- كتاب “مبادئ الفلسفة الأوليّة” لجورج بوليتزر:

قام الطلاب في جامعة العمال بباريس بكتابة بعض الملاحظات لجورج بوليتزر، وتم نشر هذه الملاحظات بعد وفاته في كتاب عام 1945م. وقد لاقى كتاب “مبادئ الفلسفة الأولية” انتشارًا واسعًا بين القرّاء في تركيا. وكان أول كتاب يتم حظره بعد الانقلاب العسكري عام 1980م.

إعلان

5- رواية “وردة فكري الرقيقة” لعدالات آغا أوغلو:

تحكي هذه الرواية عن شخص يتيم اسمه “بايرام” سافر إلى ألمانيا وعمل في جمع القمامة هناك، وبعد عودته إلى تركيا لم يجد البلد كما كان يتصوره من قبل. وهي الرواية الثانية التي تُظهر الكاتبة كرائدة وصاحبة رأي مخالف، وقد رُفعت دعوى بحق الكاتبة وروايتها بتهمة التحقير والتزييف بحق القوات العسكريّة التركيّة، وصودرت الرواية بعد نشر طبعتها الرابعة في الأول من حزيران/ يونيو عام 1981م، وتمت تبرئتها بعد عامين.

6- رواية “عشق لا ينتهي” لبينار كور:

في عام 1985م تم حظر الرواية بتهمة إيذاء مشاعر القراء، وفي العام نفسه حُظِرت رواية أخرى للكاتبة نفسها بعنوان “المرأة التي ستُعدم”.

7- كتاب “ثلاث شجيرات على حبل المشنقة” لنهاد بهرام:

يتناول الكتاب فترة اعتقال دينيز غيزمش وحسين إنان ويوسف أرسلان* حتى موعد تنفيذ إعدامهم، صدر الكتاب عام 1976م وصودر بعد نشره مباشرةً، واستمر حظره لمدة 22 عامًا ثم جرى -فيما بعد- طرحه في السوق مرة أُخرى.

8- ديوان “الطبقة” لرفعت إلجاز:

عندما كانت كلمة “الطبقة” ذات مغزى في الأربعينيّات صدر ديوان جديد للشاعر التركي رفعت إلجاز يحمل هذا الاسم، وتمت محاكمته. وفي شهر كانون الثاني/ يناير عام 1944م صدر الديوان الشعري الثاني -ذو الغلاف الأحمر- لرفعت إلجاز فتم حظر الديوان وسُجن الشاعر لمدة ستة أشهر.

9- خمسة دواوين شعرية لناظم حكمت:

في السادس من أيار/ مايو عام 1931م تمت محاكمة الشاعر ناظم حكمت على ما ورد في أول خمسة دواوين له وهم: (“835 سطرًا” عام 1929م، و”جيوكندا مع سي يا أوه” عام 1929م، و”الحدث 3″ عام 1930م، و”1+11 =” عام 1930م و”المدينة التي فقدت صوتها” عام 1931م) بتهمة أن هذه الأشعار تقوم بتحريض فئة من الناس على فئات أخرى.

10- المجموعة القصصيّة “قصر الزجاج” لصباح الدين علي:

بدأ صباح الدين علي بكتابة قصص الحب وعاش بعد ذلك حياة عاصفة بعدما أصبح مُطاردًا -وإن صار أكثر صلابة-. وفي نهاية المطاف صارت كل كتاباته متمردة على السلطة. ففي عام 1947م صدر كتابه القصصي الأخير بعنوان “قصر الزجاج” وصودر الكتاب بدعوى التمرد على الدولة.

11- ديوان “مثل هذا الحب” للشاعر آتيلا إلهان:

“أحببت نساءً لسن موجودات.. مع الخريف كنّ يرتدين المطر.. إذا داعبتهنّ قليلًا يصبحن كالأطفال، وإذا تركتهن يغطي الضباب عيونهن من الخوف.. أحببت نساءً لسن موجودات.. لم ير أحد حبًا كهذا..”

هذه القصيدة التي تحمل اسم “مثل هذا الحب” داخل الديوان الذي صدر للشاعر آتيلا إلهان عام 1979م،والذي جُمع من الأسواق بعد الانقلاب العسكريّ عام 1980م، وأصبح في قائمة الكتب المحظورة.

12- رواية “لقيطة إسطنبول” لإيليف شافاق:

تتناول شافاق في هذه الرواية تاريخ عائلتين تركيّة وأرمنيّة تربطهما علاقة حميمة. وقد صدرت دعوى بحق الرواية بتهمة تعرّضها لمذبحة الأرمن وتحقير الأتراك. بدأت التحقيقات مع إليف شافاق ومحرر دار النشر، وفي عام 2006م عُرضت قضيّتها في تقرير البرلمان الأوروبي حول تركيا وتمت تبرئتها.

13- رواية “بنات الله” لنديم غورسل:

صدرت الرواية في شهر آذار/ مارس عام 2008م، وقُدّمت بحقها الشكاوي. وفي شهر أيار/ مايو بدأت التحقيقات بتهمة تحريض الفئات على بعضها البعض، ونشر الحقد والعداء من خلال استخدام مسألة الطبقات الاجتماعية والعرق والدين والطائفة. واستمرت إجراءات القضيّة حتى صدر قرار بعدم حظر الرواية.

14- رواية “بلدتنا” لمحمود مقال:

في عام 1948م اتُّخذ قرار بحظر رواية “بلدتنا” لمحمود مقال، الذي كان يُنظر إليه باعتباره الكاتب الذي شقّ طريقًا جديدًا في أدب القرية. واُعتقل عام 1949م بدعوى ترويجه للشيوعيّة من خلال إظهار البنية الاقتصاديّة والاجتماعيّة لقرى الأناضول بشكل سيئ. وفي عام 1976م تم اختيار محمود مقال من قبل اليونسكو كنموذج للشباب في العالم.

15- جميع دواوين الشاعر يشار معراج:

بعد الانقلاب العسكري في 12 أيلول/ سبتمبر عام 1980م وُضعت كتب الشاعر يشار معراج في قائمة الكتب المحظورة في تركيا، وهي: (“فتى من طرابزون”، و”نواح المطالبين”، و”الخبز والورد”) وظلّت محظورة لمدة سبع سنوات.

16- مسودة كتاب “جيش الإمام”** لأحمد شق:

كانت هناك مسودة للصحفي أحمد شق، والذي اُحتجز في آذار/ مارس عام 2011م بتهمة مساعدة منظمة “أرغينيكون” بعنوان “جيش الإمام”. وقد طلب النائب زكريا أوز مصادرة المسودة من قبل المحكمة الجنائيّة العليا في إسطنبول، وبالفعل داهمت الشرطة دار نشر “إتهاكي” وحذفت أصل مسودة الكتاب الإلكتروني.

——————————————————————–

* دينيز غيزمش وحسين إنان ويوسف أرسلان: قادة طلابيون يساريون. وقد شكّل غيزمش الذي يعرف بـ”جيفارا تركيا” مع رفاقه “جيش تحرير تركيا” وأعدمتهم السلطة الانقلابيّة لسليمان ديميريل عام 1972م.

** الإمام هو فتح الله غولن، ويتناول الكتاب فترة تحالف غولن مع حزب العدالة والتنمية.

نُشرت هذه المقالة في السي إن إن تُرك، حول الكتب الممنوعة في تاريخ الجمهوريّة التركيّة، وأسباب منعها، ومتى رُفع الحظر عنها.

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
فريق الإعداد

إعداد: أحمد زكريا

تدقيق لغوي: دعاء شلبي

اترك تعليقا