كيف يمكن أن تنتهي الحياة على الأرض؟

فلنبدأ بالأخبار السيئة: سوف تنتهي الحياة على كوكب الأرض يومًا ما، ولا يوجد شيء نستطيع أن نفعله حيال ذلك.
الأخبار الجيدة: يمكن أن تظل الحياة مستقرة على كوكب الأرض لمليارات السنين قبل أن تنتهي.

منذ فجر الحضارة والبشرية مهووسة باليوم الموعود الذي تنتهي فيه الحياة، وطالما ظهر من يدّعون معرفتهم بهذا اليوم، فقد أصبحوا يثيرون المتاعب وينشرون الخوف ويقومون بطقوسهم الغريبة، وآخر هؤلاء “ديفيد ميد” الذي يطلق على نفسه “متخصص في البحث والاستكشاف”.
يقول ميد أن هناك كوكبًا يُسمى “نيبيرو” في طريقه إلى الاصطدام بالأرض، وعلى الرغم من عدم وجود أي أدلة علمية تدعم مزاعمه، إلا أنه مستمر في نشر هُرائه وإثارة الخوف.

على الرغم من ذلك، هناك العديد من السيناريوهات التي من الممكن أن تمحي الحضارة البشرية، وحتى لو تجاوزنا كل ذلك، فالشمس مصيرها أن تموت لتتضخم وتبتلع الأرض داخلها.
فكما قال ريتشارد بينزل

“هناك العديد ممن كتبوا عن الطرق التي يمكن أن ينتهي بها العالم، ولحسن الحظ، احتمالية أن تنتهي الحياة بإحدى تلك الطرق ضئيلةٌ جدًا، إلا أنّ الشمس لن تظل للأبد.”

إليك بعض تلك السناريوهات التي يمكن أن تنهي الحياة على كوكبنا:

حرب نووية

تشاء سخرية القدر أن تكون أكثر الطرق احتمالية أن تُنسف الحضارة البشرية من صنع أيدينا، فإذا اندلعت حرب نووية ضخمة لن تكون النتيجة عددًا هائلًا من الموتى بسبب الانفجارات والإشعاعات فقط، بل قد تسبب شتاءً نوويًّا يمكنه أن يقضي على الناجين.
كما قال بينزل “إذا كان هناك انفجار نووي ضخم، سيولّد ذلك غُبارًا ودخانًا في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض الذي يمكِّنه من حجب أشعة الشمس لشهور وربما لسنين، مما يسبب غرق الأرض في شتاء بارد يمتد طويلًا والذي بشكل أساسي سيسبب تجمد النباتات والحياة عمومًا.”

 

اصطدام كويكب ضخم

هناك فرصة لنحو 100 مليون كويكب عملاق لأن يصطدم بالأرض في أيِّ عام. وقد كان عامًا سيئًا على الديناصورات حين اصطدم أحد تلك الكويكبات بالأرض حينها فسبب انقراضهم وانقراض العديد من الكائنات الحية.
فاصطدام أحد تلك الكويكبات له تأثير مشابه للشتاء النووي؛ حيث يتصاعد الحطام إلى السماء حاجبًا الشمس لسنوات عديدة.
ويمكننا معالجة هذه الكارثة فقط بالتقنية الحالية إذا عرفنا اصطدام الكويكب بالأرض مسبقًا بعقود وربما بقرون، حتى يتوفر لنا الوقت لمعرفة كيف نجعله ينحرف عن مساره.

إعلان

تغير الطقس

العواقب المدمرة المحتملة لارتفاع درجة الحرارة طالما كانت موضوعًا للنقاشات الساخنة والنزاعات السياسية لعقود.
فارتفاع ماء البحر، وأحداث الطقس المتطرفة، وانخفاض الإنتاج من الطعام قد يكلفنا حياة الملايين وربما المليارات. لذا يخشى العلماء من أنَّ تأثير تغير المناخ قد يجعل الكوكب غير صالح للحياة. وكما يعتقد بينزل أن ذلك قد يؤدي إلى انقراضنا وربما في أحسن الأحوال إلى تغيير حضارتنا عما هي معروفة الآن.

الزيادة السكانية

قد حذّر عالم الفيزياء الفلكية الشهير “ستيفن هوكينج“بأنّ الزيادة السكانية قد تكون بمثابة طلقة تنهي الحياة على الأرض على الأقل كما نعرفها الآن؛ حيث أنّ عدد البشر على الكوكب في أبريل 2017 كان حوالي 7.5 مليار نسمة، وتقول الأمم المتحدة أنه في أحسن الأحوال ستصل إلى 11.2 مليار نسمة قبل عام 2100، بالمقارنة بأنّ الكثافة السكانية عام 1350 كانت 370 مليون نسمة فقط.

ففي خطابٍ ألقاه هوكينج في مهرجان ستارموس للعلوم في تروندهايم بالنرويج، قال أنّ الأمل الوحيد للبشرية هو استعمار كواكب أخرى، حيث قال:

“أنا مقتنع أن البشرية يجب أن تترك الأرض، فالأرض تصبح صغيرة للغاية علينا، ومواردنا يتم استنزافها بمعدل خطير. فعندما واجهتنا أزمات مماثلة في تاريخنا، كان هناك عوالم أخرى لنغزوها كما فعل كولومبس باكتشافه العالم الجديد، لكن الآن لا يوجد عوالم جديدة، لا توجد يوتوبيا في الأنحاء، فنحن نستنزف المساحة.”

الثقوب السوداء

يقول ديفد ايجلر مؤلف كتاب “الكوارث الفلكية: سبع طرق لتدمير كوكب مثل الأرض” أنه لو كان هناك ثقب أسود سيبتلع الأرض لَعَلِمنا ذلك قبلها بعقود وربما بقرون قبل أن يصل إلينا، لكننا لن نقدر على فعل أي شيء حيال ذلك، لكنّ احتمالية حدوث ذلك ضئيلة للغاية.

مستعر أعظم (Super Nova)

يقول إيجر أنه إذا انفجر نجم مجاور وكانت خصائصه تسمح بحدوث مستعر أعظم (Super Nove) –وهو انفجار عظيم ينتج عنه كم هائل من الطاقة والإشعاع، تنهي به النجوم الضخمة حياتها- فإن ذلك سيغطي الأرض بوابل من أشعة X وجاما.
ونجمة “بيتيلجيوز” وهي أحد نجوم كوكبة أوريون مثال على بعض النجوم التي يمكن أن تنهي حياتها بسوبرنوفا مُطلِقةً كمًّا من الطاقة والإشعاع يكفي لإنهاء الحياة على الكوكب.

وباء عالمي

قد قتلت أوبئة كالطاعون والجدري والإنفلونزا عشرات الملايين من الناس، لكن رغم ذلك استطاعت البشرية أن تتجاوز تلك المحن وتستمر، لكن اليوم ومع وجود المدن المكتظة بالسكان، واتصال العالم مع بعضه عن طريق السفر الجوي، أصبحت هناك مخاوف بأنّ وباءً جديدًا يمكنه بسهولةٍ أن يغطي كل الكوكب.
فمع تحوِّل الفيروسات بسرعة كبيرة وازدياد مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية، يعتقد خبراء الصحة العالمية أنّ خطر حدوث وباء عالمي أكبر من أي وقت مضى.

الأسلحة البيولوجية

تمتلك العديد من الدول أسلحة بيولوجية يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة إذا أُطلِقَت، وما زاد الأمر وجود تكنولوجيا جديدة جعلت صنع مثل تلك الأسلحة أسهل وأرخص مثل تكنولوجيا CRISP-Case9 مما جعله غير مقتصر على الدول فقط، فأصبحت بعض المنظمات وربما الأفراد قادرين على إجراء تعديلات جينية على الفيروسات والبكتيريا واستخدامها.
يقول إيجلر “بوجود تكتولوجيا CRISPR ومقدرتنا على التعديل الجيني ودمج البكتريا ربما نكون بذلك نصنع خرابنا الحتميّ، فربما يأتي وغد ما بتجربة بيولوجية لها القدرة على أن تغطي كلّ الكوكب وربما لن نقدر على إيقافها.”

الإنسان الآلي

أبدى كل من هوكينج ورجل الأعمال إيلون ماسك والمؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل جيتس مخاوفهم بشأن ما يمكن أن يعنيه تطور الذكاء الاصطناعي للجنس البشري.
فإيلون ماسك يقلق من أنَّ الذكاء الصناعي قد يسبب حربًا عالميةً ثالثة، ويقلق هوكينج من أنّ تطور ذكاء صناعي متكامل قد يكون بمثابة بداية النهاية للجنس البشري.
يقول هوكينج لل BBC “بمجرد تطوير الإنسان للذكاء الصناعي، فإنه سيستقل ويبدأ بإعادة تصميم نفسه بمعدل متزايد، والبشر محكومون بالتطور البيولوجي البطيء، لذا عند نقطة ما، لن يقدر البشر على التنافس مع الذكاء الصناعي وستكون نهاية البشرية محتومة”.

الفضائيون

يقول هوكينج “إذا اتصل بنا الفضائيون، يجب أن نقلق من الرد عليهم، فالاتصال بحضارة متطورة قد تكون كمواجهة الهنود الحمر وكولومبس، وبالطبع لم تكن النتيجة جيدة.”

بركان ضخم

سيكون لحدوث بركان ضخم تأثير مشابه للشتاء النووي أو اصطدام كويكب بالأرض، حيث أنّه سيسبب تناثر ما يكفي من الجسيمات في الغلاف الجوي لحجب أشعة الشمس وتجميد الكوكب وإنهاء الحياة عليه.
حيث قال بريان ويلكوكس مهندس الفضاء لوكالة ناسا لل BBC “لقد كنت عضوًا في المجلس الاستشاري لناسا للدفاع عن الكوكب، الذي يدرس الطرق التي يمكن أن ندافع بها عن الأرض من النيازك والمذنبات، وقد توصلت لاستنتاج أنّ حدوث بركان ضخم له تهديد أعظم على الأرض من النيازك والمذنبات.”
علماء ناسا حاليًا قلقون بشأن حدوث بركان ضخم، ويختبرون الطرق التي من الممكن أن تمنع ثورانًا محتملًا.

الشمس

حتى لو تجاوزنا كل السيناريوهات السابقة، فيومًا ما خلال أربع أو خمس مليارات سنة، سوف تستنزف الشمس وقودها، لكن الراجح أن الحياة على الأرض ستنتهي قبل ذلك بكثير.
حيث يقول إيجلر أنه خلال استنزاف الشمس لوقودها تزداد سخونة وترتفع درجة الحرارة على الكوكب بما يكفي لتبخُّر المحيطات، فبعد مليار أو مليار ونصف عام، سطح الأرض لن يكون قابلًا للحياة، ثم ستتحول الشمس إلى عملاق أحمر يبتلع كوكب عطارد والزهرة وربما الأرض.

DK521F Red Giant

يجد أغلب الناس صعوبة في تقبّل حتمية نهاية العالم، حيث يقول عالم النفس روبورت ستولورو “إنّ فكرة فناء البشرية مرعبة للغاية، حيث يستمد الناس شعورًا بالمغزى من خلال كونهم جزءًا من التاريخ البشري من خلال أحفادهم أو مساهماتهم، لكن إن كان تاريخ البشرية محكومًا عليه بالفناء، إذًا فسيختفي ذلك المغزى ولن يكون له أهمية”
يقول إيجلر “لكن يظل دائمًا الأمل بأننا سنقدر على استعمار كوكب آخر، فعندما نبحث عن موطن جديد يجب أن نجد كوكبًا فقط في عُمر مناسب، فالكواكب كما البشر، خلال عُمرها يوجد عصر ذهبي ثم تبدأ في الاندحار، ونحن الآن نعيش في العصر الذهبي للأرض.”

إعلان

مصدر A dzen ways life on Earth could end
فريق الإعداد

إعداد: محمود غنيم

اترك تعليقا