لماذا أحتاج إلى دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروعي؟

إذا كنت من الأشخاص الذين يمتلكون فكرة لمشروع جديد أو تطوير مشروع قائم وترغب في معرفة مدى احتمالية قبول أو رفض هذا المشروع ومدى نجاحه في حالة تطبيقه، أدعوك بأن تقرأ هذا المقال جيدًا وحاول أن تقوم بتطبيقه على مشروعك.

أولًا: ما هي دراسة الجدوى الاقتصادية؟

تعددت المفاهيم الخاصة بدراسة الجدوى إلا أننا يمكننا تبسيطها أنها عبارة عن عملية جمع المعلومات عن مشروع مقترح ومن ثم نقوم بتحليلها لمعرفة مجموعة من النتائج ومنها: هل المشروع خاسر أم ناجح، اللسوق المستهدَف لهذا المشروع وهل هو مشبع أم لا، العائد المالي للمشروع وهل يمكن توقعه على المدى البعيد، فترة استرداد رأس المال وغيرها والفرص والتحديات وغيرها.

ثانيًا: عناصر دراسة الجدوى الاقتصادية؟

تتكون دراسة الجدوى الاقتصادية من مرحلتين رئيسيتين:
1) دراسة الجدوى المبدئية.
2) دراسة الجدوى التفصيلية وتتكون من خمس دراسات:
دراسة الجـدوى البيئية.
دراسة الجدوى القانونية.
دراسة الجدوى السوقية.
دراسة الجدوى الفنية.
دراسة الجدوى المالية.

دراسة الجدوى المبدئية:

عادةً ما يتم عمل هذه الدراسة للتأكد من عدم وجود مشاكل جوهرية قد تعيق من تنفيذ المشروع، فهذه الدراسة تعتبر الخطوة الأولى لاستكشاف الظروف التي يمكن من خلالها اتخاذ قرار الاستمرار بالدخول الى دراسة الجدوى التفصلية أم التحويل لدراسة مشروع آخر.

أظن أنه قد حضر إلى دماغك سؤال الأن وهو كيف تحكم على نجاح هذا المشروع وفشله قبل أن تقوم بالدراسة التفصيلة؟
والجواب يتلخص في نقطتين:
1. دراسة الجدوى المبدئية هي نسخة مصغّرة عن التفصيلية ولكن دون الخوض بالحاسابات الحقيقة، أي أننا نقوم بمسح سريع للمشروع بكافة جوانبه وفي حال ظهور عائق من الصعب تجاوزه نقوم بالتحويل إلى مشروع آخر.
2. إعداد دراسة جدوى تفصيلية باهظة الثمن، حيث يتقاضى المتخصص بإعداد دراسة الجدوى مبالغ عالية لاستكمال الدراسة.

إعلان

دراسة الجدوى التفصيلة:

سنقوم بتفصيل جميع عناصر هذه الدراسة وسنبدأ بدراسة الجدوى البيئية:
مخطِئ من لا يأخذ علاقة البيئة بالمشروع بعين الاعتبار، فهناك علاقة تبادلية بين البيئة والمشروع حيث يوجد آثار للبيئة على المشروع وكذلك يوجد آثار للمشروع على البيئة وبذلك سنقوم بتحليل هذه الدراسة استنادًا على عاملين أساسيين.

أثر البيئة على المشروع:

غالبًا ما يرتبط هذا البند بمصطلح “مناخ الاستثمار” والمقصود به مجموعة القواعد والنظم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والقانونية التي تؤثر على قرارك الإستثماري والتي قد تكون عائق أمام تنفيذ المشروع ومثال على ذلك:
إذا أردت افتتاح مطعم في منطقة تمتاز بالاكتظاظ وتعتبر حيوية ويرتادها الزوّار بكثرة ولكن اكتشفتَ أن ثمن شراء الأرض التي ستقوم ببناء المطعم عليها باهظة الثمن فهذا قد يؤثر على قرارك وتلجأ إلى منطقة أخرى بسعر يناسبك لافتتاح هذا المطعم.

أثر المشروع على البيئة :

هنا علينا أن نسأل أنفسنا سؤالًا آخر وهو هل هناك آثار ناجمة عن مشروعك قد تؤثر على البيئة؟
إذا كان الأثر الناجم إيجابيًا لا مشكلة لدينا أما إذا كان الأثر ضار سنقف أمام ثلاثة احتمالات:
1. أن يكون مشروعك ليس له أي أثر ضار على البيئة أو هناك أثر ضئيل يمكن معالجته بتكاليف بسيطة وفي هذه الحالة يدخل مشروعك ضمن قائمة المشاريع البيضاء.

2. أن يكون مشروعك ذا أثر سلبي على البيئة ولكن يمكن معالجته بتكاليف باهظة الثمن كتركيب معدات خاصة أو نقل المشروع إلى مكان آخر وفي هذه الحالة يدخل مشروعك ضمن قائمة المشاريع الرمادية.

ومثال على ذلك:

أن تفكر بإنشاء مصنع في منطقة سكنية مما يُلحق الضرر بالسكان سواء بالتلوث أو الإزعاج الناجم عن المصنع، هنا يكمن الأثر السلبي ولكن الحل أن نقوم بنقل هذا المشروع إلى منطقة صناعية وبذلك أزلنا العائق أمام إنشاء هذا المشروع.

3. أن يكون مشروع ذا أثر سلبي على البيئة ولا يوجد حلول لإزالة هذا الأثر فلا يمكننا تنفيذه أبدًا وبذلك يدخل مشروعك ضمن قائمة المشاريع السوداء، وفي حال وصل مشروعك لهذه القائمة عليك إلغاء فكرته والبحث عن مشروع بديل عنه.

دراسة الجدوى القانونية:

هذه الدراسة مهمة للغاية وأي تجاهل ببند من بنودها قد يكلفك الكثير فأنت هنا تتعامل مع الجهات التي ستكون متخصصة بالرقابة على سير مشروعك والمقصود هنا أن تقوم بمراجعة جميع الجهات المسؤولة والتي ستقوم بتزويدك بالأوراق الثبوتية والتراخيص والقواعد المهمة التي يجب أخدها بعين الاعتبار لإنشاء وتشغيل مشروعك ومثال ذلك:
لو نظرنا إلى المطعم الذي ذكرته سابقًا فالإجراءات القانونية اللازمة لاستكماله هي:
أولًا: يجب عليك زيارة وزارة الصحة لمعرفة شروط السلامة لافتتاح هذا المطعم والتراخيص المطلوبة وكذلك زيارة غرفة الصناعة والتجارة لتقوم بتسجيل هذا المطعم…. الخ.

دراسة الجدوى السوقية:

لعل من أهم عناصر نجاح المشروعات هو وجود الطلب على تلك المنتجات ومن هنا جاءت أهمية دراسة الجدوى السوقية التي تعد الخطوة الثالثة من الدراسة كاملة، حيث أنها تهتم بدراسة حال السوق وكيفية إشباع الطلب في الوقت الراهن، ومدى احتمال ازدياد الطلب في المستقبل وبأية نسبة، وما هي حصة المشروع من الزيادة المحتملة.

وفي هذه الدراسة عليك أن تأخد رأي المستهلِك بعين الاعتبار فهو من سيقوم بالشراء فلا مانع أن تقوم بإنشاء استبيان وتضع به خصائص منتجاتك وأسعارها وتوزيعه على أكبر عدد ممكن من الأشخاص وتقوم بتحليل النتائج فإذا كانت إيجابية هذا جيد أما في حال لم تنال استحسان عليك أن تعالج الخلل.

مثال على ذلك:

أن تكون أسعار منتجاتك مرتفعة بعض الشيء مما أدى إلى عدم رغبة المستهلك للشراء منك، وهنا يجب أن تكون ذكيًا وتجد حلًا يغيّر رأي المستهلك كأن تقوم بعرض خصائص منتجك وجودته العالية التي تجعله يستحق هذا السعر.

ونهايةً أقول لك كن ذكيًا وإداريًا جيدًا ولا تجعل هدفك الأول الربح بل قم بكسب أكبر عدد ممكن من المستهلكين وبالتالي سيأتيك الربح لا محال.
تابعوني في الجزء الثاني من المقال لاستكمال ما تبقى من الدراسات وهي الفنية والمالية.

 

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: هديل البيتاوي

تدقيق لغوي: آلاء الطيراوي

اترك تعليقا