دراسة حول: معدلّات الالتزام بتعقيم الأيدي في المستشفيات بين الواقع والمُعلن عنه!

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW)، بأنّ طواقم عمل المستشفيات يتجاهلون الاهتمام بتعقيم أيديهم عندما تقل الرقابة عليهم. ويشير البحث إلى أنّ نسبة الامتثال لأوامر تعقيم الأيدي التي تم تبليغ الحكومة عنها مبالغ فيها. ووجدت الدراسة أيضًا، بأنّ معدل نظافة الأيدي بين طواقم المستشفيات انخفض بشكل واضح عندما تم استبدال المراقبة البشرية بالآلات.

ويعمل البرنامج الحكومي الإلزامي لنظافة الأيدي في المستشفيات الأستراليّة على مدار السنوات الثماني الماضية، مع مراقبين بشريين لضمان اتباع الموظفين لإرشادات الصحة العامّة والتي تتطلب 70% من الالتزام كحدِّ أدنى.

ولكن تراجع معدل الامتثال من 90% إلى 30% عندما استُبدلت الرقابة البشرية بالرقابة الآلية، مما قد يشكِّل مخاطر الإصابة بالعدوى لدى المرضى، حسبما قاله مؤلفو الدراسة. وقد قارن الباحثون بين طرق الرقابة البشرية والرقابة الآلية في المستشفيات التعليميّة الأستراليّة على مدى سنتين. حيث تتضمّن الرقابة الآلية حاويات تعقيم الأيدي والتي تُوضع عند أحواض غسل الأيدي وبجانب أسرة المرضى وبدورها تقوم بتسجيل كل عملية تعقيم للأيدي من خلال اللّمس. في حين تضمّنت الرقابة البشرية وجود مراقبين يتكفّلون مباشرة بتتبّع ورقابة العاملين في مجال الرعاية الصحية.

تقول أستاذة الطب في جامعة نيو ساوث ويلز UNSW، البروفيسورة ماري لويز ماكلاوز- وهي خبيرة في مكافحة العدوى ومستشارة صحيّة تابعة لمنظمة الصحة العالمية:

تعتبر نظافة أيدي العاملين في مجال الرعاية الصحيّة حجر أساس في نظافة المستشفيات صحيًّا، وذلك منعًا لانتقال عوامل العدوى المحتمَلة من شخص لآخر.

وفي دراستنا هذه وجدنا أنّه بمجرد انتهاء العشرين دقيقة من الرقابة البشريّة والانتقال إلى الرقابة الآلية، فإنّ الالتزام بنظافة الأيدي ينخفض من 94% إلى 30%، الأمر الذي يعدُّ مقلقًا للغاية. فهذه النتيجة هي مثال على تأثير (Hawthorn) المستخدمة لوصف ظاهرة تغيّر سلوكات الناس المعتادة عندما تتمُّ مراقبتهم.

إعلان

وفي السياق ذاته، يفرِضُ النظام الصحيُّ الأستراليّ معايير لنظافة الأيدي في المستشفيات بالتعاون مع المبادرة الوطنيّة للنظافة الصحيّة للأيدي، وهو برنامج تمَّ البدء فيه عام 2010 حيث يتطلب من المستشفيات الأستراليّة إجراء عمليّات مراقبة لضمان إستجابة العاملين لإرشادات نظافة الأيدي. فالمعيار الحالي والمستخدم هو المراقبة البشريّة المباشرة لمدّة 20 دقيقة يوميًّا في أجنحة المستشفيات، ويتم نشر معدّلات الاستجابة في المستشفى على موقع (My hospital Australia).

وتقول ماكلاوز: حتى الآن، لم يحاول أحد تحديد الأخطاء المحتملة في معدلات الاستجابة منذ أن تم إدخال مبادرة النظافة العامّة الأستراليّة منذ ثماني سنوات.

وأضافت:

صرحت الحكومة الأستراليّة بأنّ معدلات الاستجابة مرتفعة، ودراستنا تدل على أنّ هذا التصريح قد لا يكون كذلك، لهذا السبب نحتاج إلى استثمار أعظم لأساليب المراقبة المستندة على تكنولوجيا ما لمعرفة مدى الاستجابة الفعليّة، بدلًا من الاعتماد على الرقابة البشرية.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب تنفيذ البرنامج الوطني لتغيير السلوك، كالعودة إلى الأساسيّات من خلال التركيز على الالتزام الإجباري بتعقيم الأيدي قبل كل احتكاك مع المريض. وفي الوقت الحالي، فإنّه من المرجّح بأن يمارس الأطباء النظافة الصحيّة الجيدة بعد كل احتكاك مع المرضى أكثر من ذي قبل، بسبب الحاجة الملحوظة للحماية والتعقيم. 

إعلان

مصدر مصدر مصدر 2
فريق الإعداد

إعداد: آية مقدادي

تدقيق لغوي: فاطمة الملّاح

تدقيق علمي: رائده فضه

الصورة: Shutterstock

اترك تعليقا