نادي الأهرام ومستقبل الرياضة المصريّة

حديث عن مستقبل الرياضة المصريّة

بدايةً، وقبل أن نتكلم عن نادي الأهرام لابدّ أن نتكلم عن صاحبه الجديد السعوديّ ترك آل الشيخ وهو المسؤول الأول عن الرياضة السعودية والملياردير الذي لم يكن أحد يسمع عنه الكثير قبل دخوله للرياضة المصريّة. شعر الرجل أنّ المال وحده لا يكفي لأن تكون حديث الساعة وتسمع لك العامة، وتصبح حديث الناس على وسائل التواصل الاجتماعيّ ووسائل الإعلام. إذن ما هو المدخل للجماهير؟ إنه وبلا شك النادي ذو الشعبيّة الأكبر والذي يتواجد في البلد العربي الأشهر، صاحب أقوى دوري عربي إعلاميًا وتاريخيًا، وصاحب أقوى ميديا، والذي يبلغ عدد سكانه بلده ما يزيد عن 100 مليون نسمة، وكل نسمة فيه تعشق الكرة وتتابع أخبارها أو تهتم بها على الأقل، إذن فالهدف والمدخل هو النادي الأهلي.

وعليه جاء الملياردير السعوديّ إلى الرياضة المصريّة من خلال بوابة النادي الأهليّ والتي تمكن من دخولها بعد استغلاله الانتخابات التي جاءت بين طرفين لهما كل الاحترام والمكانة فى نفوس جماهير الأهلي بين محمود الخطيب –بيبو- والمهندس عمر طاهر -رئيس النادى الأسبق- فقد أعلن الملياردير حبه للنادي الكبير وتأييده ودعمه للخطيب، وجاءته الفرصة للبزوغ والظهور واقتحام المشهد الرياضيّ المصريّ من خلال ذلك الإعلان وبالفعل قام بتأييد الخطيب ودعمه ماديًا وإعلاميًا وانتهت الانتخابات بفوز الكابتن محمود الخطيب أحد أساطير الكرة المصرية بلا جدال.

ودعونا نسأل هذا السؤال: ماذا تنتظر من رجل أراد الظهور والصّيت والشهرة وأن يصبح مادة إعلاميّة مثيرة للجدل؟ ماذا تنتظر منه أن يفعل بعد كل ما دفعه من أموال دعمًا للخطيب ولصفقات النادي؟ بالتأكيد إنه يريد المقابل، كان قد أصبح رئيسًا شرفيًا للأهلي ولكن هذا لم يكن كافيًا، بالطبع لم يدفع مبلغ 260 مليون جنيه لكي يكون رئيسًا للأهلي، فالأمر بالنسبة له أكبر من ذلك وهو يريد لعب دور أكبر من هذا، يريد أن يكون الواجهة الإعلاميّة.

فللإنصاف بحقه بعد كل ما قدمه من دعم وتأييد للنادي ورئيسه وكل ما قدمه من دعم لصفقات النادي أن يحصل على كلمة شكر وعلى تصريح رسمي من إدارة الأهلي يفيد بأنه قدم دعمًا ماديًا ومعنويًا كبيرًا للنادي، فكان يجب على الخطيب اعطائه أكثر من الرئاسة الشرفية، ولكن الخطيب كان بخيلًا للغاية فقد شعر بأن تدخلات الملياردير في سياسة وإدارة الأهلي أمر غير مقبول، وعليه فقد نشأ الخلاف وبدأت التغريدات من جانب الملياردير السعوديّ فما كان منه إلا أنه ذكر للجميع مبلغ ال 260 مليون جنيه الذي حصل عليه الخطيب والنادي الأهلي –كان المبلغ موزعًا ما بين دعم الخطيب في الانتخابات وبعض الصفقات مثل صفقة صلاح محسن وعبدالله السعيد وتوقيع أحمد فتحي وغيرها، ولكن مجموع هذه الصفقات لا يصل إلى مبلغ 260 مليون جنيه! وهنا يقفز السؤال أين ذهبت باقي الأموال؟ ومن استفاد منها؟ لم تأتي الإجابة من كابتن الخطيب وكأنه لا يعلم، فما كان منه إلّا أن قام بتكليف لجنة يتم اختيارها من وزير الرياضة للتحقيق في الأمر والبحث عن هذا المبلغ المجهول والمعلوم أيضًا. وسؤال آخر مُنصف لابدّ أن يقفز للذهن: كيف يحصل كابتن الخطيب على دعم ماديّ أجنبيّ أثناء خوضه للانتخابات دون أن يعلن هذا على الملأ؟ بل كيف يحصل على هذا الدعم الماديّ بينما القانون يحرم هذا؟

بعد هذه الحرب الشرسة فوجئنا باقتحام آخر للرياضة المصرية بعد أن فشل الاقتحام الأول وكان ذلك من خلال نادي الأسيوطيّ حيث أعلنت إدارة النادي بيع النادي إلى مستثمر سعوديّ، وبالطبع لم يكن هذا المستثمر إلّا الملياردير السعوديّ ترك آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعوديّة، الذي حاول تغيير اسم النادي إلى نادي الأهرام –بيراميدز- ولكن حتى آخر الأخبار الواردة فلم يحصل بعد على موافقة إدارة النادي فى تغيير الاسم، وعليه تم وضع اسم النادي من قبل اتحاد الكرة فى جدول الدوري باسم نادي الأسيوطيّ، وقام الملياردير السعوديّ بعقد صفقات قوية للغاية، فعلى مستوى الجهاز الفني والإداري قد تعاقد المستثمر السعودي مع حسام البدري المدير الفني السابق للنادي الأهلي ليكون رئيسًا لفريق العمل للنادي، بالإضافة إلى حلول أحمد حسن متحدثًا باسم النادي ومشرفًا على فريق الكرة، وهادي خشبة مديرًا للكرة بجوار جهاز فني جديد برئاسة البرازيليّ ألبيرتو فالنتيم. وبالنسبة للاعبين استلم مسؤولوا بيراميدز النادي وبه 29 لاعبًا؛ حيث استغنوا عن 20 لاعبًا وتعاقدوا مع 20 آخرين من بينهم 4 لاعبين برازيليين وآخران فلسطينيّ وسوريّ سيعاملان معاملة المصريّ في الموسم المقبل 2018/2019 كآخر موسم لهذا القانون.

إعلان

يقفز سؤال آخر، هل المال وحده يستطيع بناء فريق يحصل على بطولات؟ فالحقيقة أن الشواهد تقول أن المال وحده أيضًا لا يكفي لسيادة المستشار. يذكرني نادي بيراميدز بالنادي الفرنسيّ باريس سان جيرمان فالمستثمر في الناديين من الخليج، فهذا سعوديّ وذاك قطريّ وكلاهما استغلا المال لصناعة فريق ولكن الأخير قد فشل في حصد بطولة أوروبا وخرج مهزومًا أمام ريال مدريد رغم تواجد كبار مثل ايديسون كافاني ونيمار وكيليان مبابي وغيرهم، ولأن كل شيء وارد في كرة القدم فقد يحصد نادي بيراميدز على بطولة مثل كأس مصر، وأعتقد أن مشواره فى الدوري سيحدده مدى مستوى الزمالك والإسماعيليّ. وللأسف أرى أن لاعبي نادي بيرميدز مجموعة من المرتزقة جاءوا بحثًا عن المال فقط، فقد عاد عمر جابر وعلي جبر وانضموا إلى بيراميدز ولكن لا أعتقد أن كلًا منهما لديه شيء يقدمه، فالمال وحده لا يكفي.

وسؤال آخر، لماذا نعتبر تدخل المستثمر السعوديّ تدميرًا للكرة المصريّة؟ ألا يمكن أن يكون عاملًا من عوامل النهضة بالكرة المصريّة؟ إنّ التجارب حولنا فى العالم تقول أنّ النهوض يحتاج إلى استثمار أجنبيّ، لذلك لا يجب أن نتشاءم كثيرًا حول مستقبل الكرة المصريّة، فعلى سبيل المثال: الملياردير الروسيّ اليهوديّ ابراموفيتش قام بشراء نادي تشيلسي وعندها انتشرت الأقاويل بأن تشيلسي سينتهي ويضيع، ولكن ما حدث كان العكس، بل إن الاستثمار الرياضيّ نهض كثيرًا بأندية انجليزية أخرى، لذلك لا نستبق الأحداث والأحكام ولكن بشرط أن تكون المنافسة في إطارٍ أخلاقيّ رياضيّ بعيد عن الفساد.

ومن الجدير بالذكر أن الحرب بين آل الشيخ والنادي الأهليّ بدأت تخمد تدريجيًا وبعد أن وصل الخلاف بالتهديد للجوء إلى القضاء إلا أنّها ما لبثت الحرب أن وضعت أوزارها وأعلن ترك آل الشيخ مبادرة طيبة بمحو الماضي والبعد عن المهاترات التى لن تخدم أحد، ورد النادي الأهليّ فى بيان رسمي بأنه يقدر تلك المبادرة ويفتح صفحة جديدة مع معالي المستشار رئيس هيئة الرياضة السعوديّة ويتمنى الأهلي له التوفيق مع ناديه الجديد في إطار من المنافسة الشريفة بالرياضة المصريّة.

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: أحمد فاروق

تدقيق لغوي: بتول سعادة

الصورة: نادي الأهرام

اترك تعليقا